الدكتور صالح الحمادي
هل أحدثكم بمنطق الطبلة والربابة وعاشقاها السل والجربُ ؟ الطبلة والربابة شنفت أذان ” بني خيبان ” عدة عقود من الزمن رقصت عليها ” فيفي ونجوى” وبكت عليها الكلبشة والجزرة والخيارة.
بالطبلة والربابة أغلقنا جامعاتنا وجففنا منابع العلم والفكر… أغلقنا مسارحنا وهدمنا المتاحف ودور السينما وحرّمنا رواياتنا وألبسنا مشهدنا الكئيب دثار طقوس الكهنوت ، شوهنا الحقول وتوهنا الفصول وسكن بعض من تاه من أبنائنا الكهوف فضيعوا مشية الحمامة والغراب ، تفرقنا بضع وسبعين فرقة كلها في النار ولا زلنا نبحث عن الفرقة “الناجية” بالفانوس في عز القائلة.
في زمن مضى كنا نتجول في العواصم العربية دون “دعششة” كنا نرتكز على ” قاعدة” النية الطيبة وحسن الجوار و” نصرة ” المحتاج ، ونحثوا في وجه ” حزب الشيطان” ، فأتت فتاوي البغي لتوقظ ” الفتنة” النائمة والثمن سكب الدماء البريئة، وتدمير حضارتنا ، وقتل النفس التي حرم الله بالتقسيط المريح.
بريموت أهل العمائم نقرع الطبول وندوزن الربابة وكلً على همه سرى ، هكذا أتى المشهد العربي بإسلام جديد اختلط فيه الحلال بالحرام والحابل بالنابل، هكذا رسمنا خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها، هكذا نتاجر بالأرواح ونبيع التابوت ونستنشق البارود وتمطر سمائنا بالبراميل لقتل الأبرياء ، هكذا ننمق صلاحية حلم لم ينتهي بطبلة الإعلام وربابة المنابر التي تقتل القتيل وتسير في جنازته.
كيف صنع المجوس لهم هذا الحشد من الأتباع وأذيال البقر؟ كيف جعلوا بني خيبان يتنافسون على عطور باريس والعود الكمبودي وهياط المزايين والبعارين والولائم؟ وتمدد المد الصفوي بينهم برائحة البارود والدماء المنثورة على سريالية العرب التي شارك في رسمها أتباع المجوس من بني خيبان.
بالطبلة والربابة منتصب القامة أمشي …وعلى كتفي نعشي وأنا أمشي …. وأنا أمشي” ………….. بمنطق الطبلة والربابة نكتب كلامنا المثقوب على أحذيتنا القديمة في الزمن الرديء.
>