_مالفرق بين الإطمئنانيّون والمطمئّنون؟
(الإطمئناني) :هو الذي تكون طمأنينته متلازمة معه توافقية تلقائية في تصرفاته متمسكة فطرويه بالإعتقاد الدائم في الله عز وجل .
أمّا المطمئن فقد تكون صفة الطمأنينة لديه مؤقتة وبذلك تصبح عكسية أحيانيه في تعاملاته أو دنيوية طبيعية كـ” قولنا فلان مطمئن بمعنى؛ ساكن أو حالته مطمئنة أي؛ مستقرة .
_من هم الإطمئنانيّون؟
هم الذين يمتلكون التعلّق الخالص والخشية المطلقه من الله عز وجل وفي السر قبل العلن بدايةً من العباده ونهايةً بالتصرفات التلقائية العفوية والغير عفوية وأيضًا التصرفات الغير التلقائية المتعمد فعلها والتي لاتنتظر ردّة فعلها بإنتظار انطلاقة أفواه عالم ( يقولون)…
فمثلًا /
تجد الإطمئناني عند تكبيرة الإحرام في الصلاة يضع عينيه في موقع سجوده وقد يغمضها احيانًا ليستشعر عظمة الله بيقينه التام أنّه يراه ويسمعه وبتدّبر الآيات بقراءته أو تلاوة الإمام فبعد دعاء الإستفتاح آية ( الحمد لله رب العالمين ) فيحمد الله ويشكره من قلبه المخلص ويتذكّر نعم الله التّي لاتعد ولاتحصى كخلق الإنسان، ومايحتويه من روح وتفكير ورؤيه وحاسة شم ونطق وتذوّق وسماع ولمس و بذل ومشي وعافيه وووو..، وفي نفس الوقت يعلم أن الله ينظر إليه فتزداد طمأنينته التي تصل للبكاء وهنيئاً لمن يصل لهذا الحد ودمعت عينه من خشية الله فأقل مكافآته أنها عينه محرمةً عليها النار في الآخرة، وفي الدنيا ينتهي تمامًا عن الفحشاء والمنكر لقوله تعالى: ( وأقيموا الصلاة) ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ولم يقل تمنع أو تصد بل قال تنهى نهاية أبدية والفحشاء هي مجاوزة الحد في المعاصي القولية والفعلية والمنكر كل مااستقبحه العبد وأنكره، ثم فعله فمن أقام الصلاة إقامة وليس تأدية عصمة الله من الفحشاء والمنكر، ومن كان إطمئنانياً في صلاته تجد تصرفاته متوافقه تمامًا مع هذا الإطمئنان فيكون مبتسمًا دائمًا مع الناس، صغارًا وكبارًا، مسلمين وكفار، ويكون مدرسة في التعامل يتمنّى الجميع أن يتعلّمها وهذا التصرّف الأخلاقي النموذجي ليس مصطنعاً بل بديهياً عطفًا على محبة الله له التي كانت جائزتها محبة الناس.
وتجد الإطمئناني أيضًا أقرب للفقراء وسخيٌ بالصدقه وكريمٌ في أهله قبل ضيفه يقول تعالى ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيّقًا حرجاً كأنما يصعّد في السماء ) ويقول تعالى ( والذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) والإطمئناني تجده متوكلًا على ملك الملوك سبحانه في جميع شؤونه ويدبر عن الدنيا فتأتيه مقبله ويرزقه الله من حيث لايحتسب ويجعل له من كل ضيقٍ مخرجا ومن كل همٍ فرجا.
وبالمقابل تجد كثير يصلّون ولكن لاتزال تصرفاتهم مع الناس غير مؤدبة وتعاملهم خاصةً مع الضعفاء من العمّال الذين تكبدّوا الغربة ومفارفة آباءهم وأمهاتهم و أزواجهم وأبناءهم وبناتهم ليبحثوا عن رزقهم ويغيثون من خلفهم تجد هذا المصلّي سيء التعامل معهم وتجده أيضاً مقصر مع أهل بيته وتجد صدره ضيّق وتجده سيّد البغضاء رغم أنه من أصحاب الصلاه لماذا !
بإختصار لأنه لم يقم الصلاة، بل أدّاها تأدية فتجده مشغول وسارح الفكر بالدنيا ولم يكن للطمأنينة في صلاته مثقال ذرةٍ فكانت النتيجة في تصرفاته الهمجية .
جعلنا الله وإياكم من أهل الإطمئنان العقائدي التوحيدي وأن يُطمئن قلوبنا بالصلاة والأذكار وأن يُطمئن صالحتنا بالإخلاص ومعاملاتنا بالمحبة، وقلوبنا بالتعلّق بوجهه الكريم.
للأستاذ محمد جابر الألمعي>