صحيفة عسير : فايع عسيري
الإرهاب الشّيعي مدعومٌ من ملالي الرافضة وحاخاماتهم في إيران والعراق، ويجد من نصوص القوم ما يبرره ويؤيّده خاصّةً إذا كان ضدّ أهل السنّة والجماعة مهما كان ذلك الإرهاب، ومهما كانت شدّته، ولو كان في بيت الله الحرام!! وما أن يقع عملٌ إرهابيٌ حتّى ينبري الكثير من ملالي الرّوافض في مباركة الإرهابيين منهم، ويذكرونهم بالنصوص التي غابت عنهم، تلك النّصوص التي تبارك أفعالهم، وتجعلها من أفضل الأعمال، وأقرب القربات بزعمهم!! وما تفجيرات المدينة المنوّرةِ ليلة ختم شهر رمضان هذا العام: 1437هـ بغريبة عن الأيدي الصفوية، ولا ببعيدة عنهم، فلهم في ذلك باعٌ وأتباع، جدّفوا كثيراً لتنفيذها أوضعوا خلالها بالخفِّ والكراع، نعم قد يكون الدّخانُ داعشياً!! إلاّ أنّ الرصاصَ فارسيٌ إيرانيٌ، هذا ما نجزم به، بل ونُقسِمُ عليه، وهذه الثقة لم تأتِ من فراغٍ، بل جاءت بعد رصدٍ لأفعال الرافضة ضدّ بلاد الحرمين الشريفين وسعيهم للإخلال بأمنها وأمانِها، فلهم في كلِّ عصرٍ طوسيٌ، وفي كلِّ مِصْرٍ خمينيٌ وسستانيٌ!! .
فقد تعرّضت المقدّسات في بلاد الحرمين الشريفين لسلسةِ هجماتٍ إرهابية عبر التاريخ من الشيعة الروافض منذ تأسيسها على يد ابن السوداء إلى اليوم، طالت هذه الأعمال الإرهابيةُ بيتَ الله الحرام، وحجاجَ بيته الكرام، ولعلّ من أهمّ الأحداث الإجرامية التي قام بها الشيعة الروافضُ في بلاد الحرمين الشريفين ما وقع من أحداثِ عام: 312هـ، ففي المحرّم من هذا العام اعترض الرافضي النّجس المسمّى بأبي طاهر القرمطي الحجيج وهم راجعون من أداء مناسك الحجّ، فقطع عليهم الطريق، وأعمل فيهم السيوف، وقتل منهم خلقاً لا يعلمه إلاّ الله عزّ وجلّ، وسبى نساءهم وأطفالهم، وسلب أموالهم، ومن لم يقتله من الحجيج تركه هائماً على وجهه في الصحراء مع أهله وأطفاله دون طعام ولا شراب ولا مأوى ولا مراكب بعدما استولى عليها جميعاً، حتى ماتوا جميعاً من الجوع والظمأ التعب() .
وفي عام: 317هـ دخل هذا الرافضي القرمطي المسمّى بأبي طاهر سليمان القرمطي مكّة المكرّمة أيام التروية، فانتهب أموال الحجيج، وقتلهم في الحرم قتلاً ذريعاً، حتى أنّ بعض الحجاج كان يتعلّق بأستار الكعبة المشرّفة، فيُذْبَح وهو متعلّق بأستارها، وكان أتباع الرافضي القرطي يقتلون الحجيج ويرمون جثَثَهم في بئر زمزم، وهذا الرافضيُّ يقول: أنا بالله وبالله أنا، يخلقُ الخلقَ وأُفنيهم أنا!! ولحق جنوده بالحجيج وهم في الطواف والمسعى فأعملوا فيهم السيوف، وكان يقول بصوتٍ مرتفعٍ مستهزئاً: أين هي الطير الأبابيل؟!! وبعدما أتمّ فعله الإرهابي أمر بنزع كسوة الكعبة المشرّفةِ فَنُزِعَت، وأمر بخلع الحجر الأسود من مكانه، فَنُزِعَ من مكانه، وبقي الحجر الأسد لديهم أكثر من عشرين سنة، والناس يحجّون ويقبّلون مكان الحجر الأسود(، ولم ينس التاريخ، ولن ينس دول الرافضة التي تعاقبت على أذية المسلمين السنة عبر التاريخ، كالدولة العبيديّة()، والفاطميّة()، والبويهيّة()، ودولة الحشّاشين()، والساسانية()، والقاجاريّة()، والبّهلويّة()، وآخرها الخمينيّة، ولن ينس التاريخ أيضاً خيانة الرافضة العظمى ضدّ الأمّة الإسلاميّة لصالح التتر الوثنيين على يد: نصير الدين الطوسي، وابن العلقمي، وقتل أكثر من ثلاثة ملايين مسلم سنيٍ على يد التتار المغول في العراق والشام() .
وهل نسينا أحداث عام: 1405هـ حيث قام مجموعة من الرافضة الخليجيين بإدخال كميّة من المتفجّرات لمكّة المكرّمة أيام الحجّ بغية استخدامها في موسم الحج الأكبر، وبالفعلِ قاموا بتنفيذِ بعضَ التفجيراتٍ المحدودة كما في نفق المعيصم راح ضحيتها مجموعة كبيرة من الحجّاج، وقد تم القبض على من قام بهذه الفعلة الشنعاء التي ضاهى بها فعلة الأشرم والقرامطة من قبل، ويضاهي فعل ذو السويقتين الحبشي فيما بعد، وتبيّن للجميع أن الرافضة هم من قام بهذا الفعل المشين، وهل نسينا أحداث عام: 1414هـ الّذي أقدم فيه مجموعة من الشيعة الإيرانيين على إدخال كميّة من مادّة” C4 سي فور” شديدة الانفجار، بهدف الانتقام من أهل السنّة والجماعة بعد مقتل المتورّطين في جريمة نفق المعيصم، وبفضل الله تعالى ثم بفضلِ يقظة رجال الأمن تم اكتشاف المادة في مطار الملك عبد العزيز بجدّة، وقد اعترف بهذه الجريمة: مهدي خرّوبي رئيس مجلس الشورى الإيراني() .
وهل نسينا أحداث عام: 1407هـ حيث قام الإيرانيون الرافضة بمظاهراتٍ صاخبة أيام الحجِّ، وهاجموا الحجّاج في المشاعر المقدّسة، واستخدموا في هذه المظاهرات الأسلحة البيضاء، من سكاكين، وهراواتٍ، وفؤوسٍ وسواطير ونحوها، وتوجّهوا نحو الحرم الشريف، وقتلوا الكثير من الحجّاج ومن رجال الأمن، تحت شِعار: الموتُ لأمريكا، واللعنة على اليهود!! وكانت الخطة الشيعية من هذه الأحداث تتلخّص في احتلال الحرم المكّي الشريف، وإغلاق جميع أبوابه كخطة أولى، ثم المناداة بالخميني إماماً مقّدّساً حسب معتقدهم على جميع المسلمين، ثمّ إرغام الحجاج المصلّين على مبايعة الخميني علناً، وأخذ المبايعة نيابة عنه، ثمّ إعلان مدينة” قُمْ الإيرانيّة” بلداً مقدّساً يحجّ إليه الجميع بدلاً من مكّة المكرّمة، والمدينة المنوّرة، وسائر المناسك المقدّسة، ثمّ قَتْلُ إمام الحرم الشريف، وقتل أي عنصر يُقاوم هذا الإجراء أو يحول دون استمرارهم في تنفيذ هذه المؤامرة، ثمّ حرق أجزاءٍ من الكعبة المشرّفة إمعاناً في الإهانة للأمّة الإسلاميّة، وإلحاق الأذى بكرامة المسلمين، وصرف المسلمين لغير الكعبة المشرفة() .
وهل غابت عنّا أحداث عام: 1427هـ حيث قام مجموعة من الشيعة الروافض بأحدَاثٍ جسام في البقيع، حيث قاموا بوضعِ حاجزٍ أمام أنظار المراقبين، وقاموا بنبش قبرٍ من القبور في مقبرة البقيع ظناً منهم أنّه قبر السيدة: عائشة رضوان الله عليها، وحينما وصلوا للألواح اكتشف أمرهم من بعض أهل الحسبة، فصاح بهم، وأعلن في الناسِ الأمر، فاشتبكوا مع الموطنين من أهل السنة والجماعة، وتدخل بعضُ رجال الأمن، وفضُّوا الاشتباك، وتدخّلت شرطة المدينة المنوّرة، وأنهت الموضوع، وحفظت القضية، وكأن شيئاً لم يكن() .
وهل غابت عنا أحداث عام: 1430هـ حيث قام مجموعة من الرافضة باشتباكاتٍ في المدينة المنوّرة بعد أن طالبوا بعبادة القبور، ثمّ تطوّر الحالُ فقاموا بالمشي على قبور المسلمين في البقيع والبصق عليها على أنّها قبور أمّهات المؤمنين عليهنّ رضوان الله تعالى!! .
وهل نسينا البث التلفزيوني الّذي بثته القناة السعودية عن أحد قادة حزب الشيطان اللبناني وهو يدرّب الحوثيين في اليمن على تنفيذ الأعمال الإرهابية التي أطلق هو عليها اسم: العمليات الاستشهادية، وسماهم بالمجاهدين، وقال: بأن هناك عملية نوعية كبرى لن تعلموا حتى أنتم بها إلا بعد وقوعها!! .
وأخيراً وليس آخراً: هل نسينا تهديدات السمين الألثغ في لبنان حسن نصر الله زعيم ما يعرف بحزب الله اللبناني للسعودية؟!! ارجعوا لما قال واستمعوا له، وهل نسينا تهديدات ملالي إيران المعمّمين للسعودية أيضاً، وأنّها تخطّط لتنفيذ أعمال إرهابية نوعية في السعودية انتقاماً لكرامتها التي داستها السعودية في اليمن والبحرين وقريباً بإذن الله تعالى في سوريا والعراق؟!!
إن تفجيرات المدينة المنوّرة جريمةٌ نكراء سارت وتسير على خطى القرامطة السابقين، ينفذها بعضُ المغفلين المعلّبة عقولهم من أُجراء إيران لصالح إيران .
لن أتحدّث عن التزامن الزمني بين التفجيرات الثلاث في جدة والأحساء والمدينة المنورة، وأن ذلك عمل مخابراتي ضخم مرتب له من قِبلِ دولة أو دول، فالكل يعلم ذلك أكثر مني، لكني سأدعه للقارئ الكريم وفهمه القويم .
فعلى المؤلّفة جيوبهم من الليبراليين ومن نحا نحوهم ألاّ يبرّئوا إخوانهم من الرافضة تحت مسمى الإرهاب السنّي الداعش، فداعش صناعة إيرانية، تجميع عربي، يقوم به من لا دين له، ولا عقل له، ولا خلاق .
رحم الله رجال الأمن البواسل الّذين ضحوا بأنفسهم حفاظاً لأرواح ضيوف الله، عند مسجد رسول الله، في أكرم شهر لله، لقوا الله صائمين، خاتمين شهرهم بالشهادة بإذن الله رب العالمين، اللهم عوّضهم الفردوس الأعلى من الجنّة جرّاء ما قاموا به، وألهم أهليهم وذويهم الصبر والسلوان يا رب العالمين، واجبر مصابهم فيهم يا أكرم الأكرمين .
وأنتم أيّها الفجرة الملحدون، البغاة المعتدون، يا من قام بهذا العمل الدّنيءِ الخسيس الّذي ضاهى فيه عمل القرامطة السابقين، ويضاهي عمل الحبشيِّ ذو السويقتين، كيف تلقون الله تعالى وقد أفزعتم ضيوفه عند مسجد رسوله، وأغضبتموه في قبره الشريفِ، والله تعالى يحذّر ويقول” لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ” فكيف بالتفجير عند قبره؟!! وكيف تقابلون رسول الله صلى الله عليه وسلم غداً وهو القائل ” لا يَكيدُ أهلَ المدينةِ أحدٌ إلاّ انماعَ كما ينماعُ الملحُ في الماء()” والقائل أيضاً” المدينة حرمٌ من عَيرٍ إلى ثور فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفٌ ولا عدلٌ()” ألا تستحقون أن نلعنكم بلعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقول: عليكم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ألا خابت الجهود، وخسئت الوجوه، وبؤتم بعارها ونارها في الدارين، اللهم اخضب شوكتهم، وفرق جماعتهم، وفلّ قوتهم، واحصهم عدداً، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحداً يا رب العالمين .
أ.د: عبد ازيز بن عمر القنصل الغامدي
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك خالد
كليّة الشريعة وأصول الدين، أبها
>