الكاتب : محمد السحيمي
إلى الأسبوع الذي استلم فيه خالد الفيصل الوزارة كان بهو إدارة (الترعية والتبليم) بالرياض يتزيَّن بعباراتٍ مثل: «عزيزي الطالب المسلم: النشاط اللا صفِّي مضيعة للوقت وإهدارٌ لطاقات الأمة»!!
لكن زملاء الأستاذ/ محظوظ حاروا فيه: كيف يستطيع التأثير في الطلاب إلى درجة أن المراقب الطلابي كان يستعين به لضبطهم في الصلاة؟!
ونمى إلى علمهم أنه كاتب مسرحي معروف! وحدثهم من يثقون في ضبطه وعدالته أنه رآه في التلفاز فاحتسب مشاهدته وإذا بالناس يعتدُّون برأيه في الفنون كلها! وكم نقل لهم التلاميذ (الدبابيس) أنه يمسرح حصص القراءة ولا يقبل تسميع النصوص الشعرية إلا ملحنةً مغنَّاة!
فلننازله بالسلاح نفسه إذن: أخونا (أبو عبدالرحمن) كان من قادة (الجوَّالة) ويستطيع أن يكتب مسرحية دامغةً لهذا الخبيث!وفوراً سلق (أبو عبدالرحمن) عرضاً بعنوان (عنترة حداثي!) حيث يستضيفه مذيع ويسأله مثلاً: وهل هؤلاء الحداثيون الليبراليون العلمانيون الرافضيون الصوفيون الجاميون يهودٌ أم نصارى أم بوذيون؟ فيجيب عنترة (الإسلامي): بل هم من أبناء جلدتنا يأكلون كما نأكل ويصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم! ويختمها بتحريضه: فماذا تفعل لو أمكنك الله منهم ياعنترة؟ فيسل (أبو الفوارس) سيفه ويشير إلى الأستاذ/ محظوظ في الصف الأول قائلاً: والله لأجعلنَّهم (رابع الجمرات)!!!
وفي العام التالي جاءت الفرصة للأستاذ محظوظ دون تخطيط منه؛ حيث أراد الأستاذ (أبو الهدى الرمادي) أن يتملَّق مدير النشاط فطلب نصاً من تأليفه فهو كاتب ومنتج مسرحي فقال له: تطلب مني نصاً والأستاذ محظوظ عندك؟
فأعطاه نصاً بعنوان: (ناظروه) يحكي مأساة الإمام/ أحمد بن حنبل في قضية (خلق القرآن)! ولكي يتمكن (الرمادي) من تنفيذه حذف اسمَ الكاتب! وطلب من كبير المتشددين أن يفتيه في جواز تمثيل الإمام، فتحمس (أبو الفهود) وصار يحرض الطلاب والمعلمين على حضور الحفل ويعدهم بأن مشاهدتهم لمسرحية (ناظروه) هو في ميزان حسناتهم!
وأترك لكُنَّكُم تخيل ردة فعلهم وهم يعلمون من مذيع الحفل فقط أن المسرحية من تأليف الأستاذ/ محظوظ!!!>