مانحتاجه كمجتمع لمحاربة داعش

( 1 )

_قبل الحل

هو أنّه ليس الحل في الهروب أو المواجهة وليس أيضًا بتكرار الدندنة حول عقوبتهم وأن مايفعلونه كفر، وليس أيضًا في التحذير التقليدي منهم، وليس بالعنف على الأطفال أو المراهقين بالتهديد أو الضرب أو منعهم من البلاستيشن أو الجوال أو تركهم دون متابعة …إلخ

قبل أن ندرك الحل لابد أن نعي أن مجتمعنا ضحية تياراتٍ متضاربةٍ ٍكلها عدوانية ممقوتة بين إنفتاحيٍ يريد الحرية المطلقة، وممارسة الرذيله بكل تبّجح ظاهر، وبدون رقيب ناضج، ورؤية
المشروعية البحتة في ذلك، و بشمّاعة الدين وأنه ضد تعصب الآخر، وبين أيضًا متشدد بالشكل المرائي بالعمل تحت راية” إن لم تكن معي فأنت ضدي” وأن الأصل في الأشياء تحريمها حتى يرى تحليلها( هو ) على مايناسبه شخصيًا ويتعمد أن يكون قوي الشخصية الوهمية للوقوف أمام التيار الأول، وإثبات حجتّه أيًا كانت في حين أن القاعدة الفقهيه هي العكس تمامًا.

والضحية الأساسية هو المستمع غير المثقفّ.

_والذي تذهب به أهوائه إلى حيث يشاء من الطرفين؛ وأقصد بهم البالغين الذين يريدون توعية الأطفال والمراهقين، فهؤلاء البالغين المربّين يحتاجون إلى واعين، والواعين يحتاجون إلى وسطيين مدركين الدين وأن الدين المعامله التي أساسها الإبتسامة ولكن مع الأسف الشديد أن أهل الوسط الرائعين المؤدبين المحاورين محاربين من التيارين فلم يستطيعوا الظهور لا أقصد الإعلامي، بل التوعوي التأثيري التي تحتاجه المساجد والمنازل والمدارس والشوراع والاسواق.

إذًا الخلل مجتمعي مشترك وكان خللاً؛ لأنه مبني على آراء أشخاص يرون أنهم صحويين وهم في الأصل نائمين على الأقل عن أسس الآيات القرآنية و التربية النبوية والقواعد الفقهيه والسنة المحمدية، وقبل هذا كله تعمقّوا في الفقه المتحيّز لمذهب معيّن وبدون خوض دليلي، حتى ولم يؤسسوا في الوقت نفسه التوحيد صحيحًا، ولا أقصد بالتوحيد الإيمان بالله، فكلنا مؤمنون موحدون، ولكن الإتجاه في العبادات لأحكامها الفقهية الغير تأكديه، لا أسسها العقدية، لذا نحتاج للتنبّه لهذا ولنبدأ بالعلاج قبل تنفيذ الأحكام، ومعرفة الأسباب سرّها قبل علنها.

بقلم الأستاذ / محمد جابر الألمعي>