خير جليس

IMG-20160630-WA0060

كان هناك سؤال يشغل المفكرين والفلاسفة وأرباب السياسية على حد سواء من سيقود الجنس البشري في المستقبل ؟
وكانت الإجابة على هذا السؤال محل اهتمام الكثيرين نظراً لتفاوت الإجابات و كثرتها وعدم تمييز الصحيح منها،
ولكن عندما أجاب على هذا السؤال الفيلسوف الفرنسي فولتير قال : ” الذين يعرفون كيف يقرأون هم من سيقودون الجنس البشري “
إنها القراءة بمفهومها الشمولي للكون والتاريخ والآيات ، و قلّ أو ندر تجد أمة تقرأ وهي أمة متخلفة وغير متقدمة .
القراءة في الأساس هي متعة التجول في عقول الآخرين فعندما تقرأ لكاتب أو عالم في أي المجالات فإنك قد أضفت إليك عمر وتجربة جديدة ، وهذا هو جواب العقاد عندما سئل لماذا تقرأ قال : ” حياة واحدة لا تكفيني “
فالقراءة هي أعمق من أن تزودك بالمعلومة فهي متعة وترفيه في آن واحد وهذا ما تحدث عنه الكاتب محمد الرطيان حيث قال “بإمكانك أن تشعر بصقيع موسكو، وتشم رائحة زهور أمستردام، وروائح التوابل الهندية في بومباي، وتتجاذب أطراف الحديث مع حكيم صيني عاش في القرن الثاني قبل الميلاد بإمكانك أن تفعل كل هذه الأشياء وأكثر، عبر شيء واحد وهو القراءة”
و الذي لا يقرأ لا يرى الحياة بشكل أفضل ،أما الوطن العربي فيعتبر من أقل الشعوب قراءة، فبحسب تقرير التنمية الثقافية ٢٠٠٨ فهناك كتاب واحد لكل ١٢ الف مواطن عربي ، مقابل كتاب واحد لكل ١٢٠٠كوري جنوبي ، وتركيا وحدها تستهلك ورق الكتاب أكثر من الوطن العربي بالكامل .
أما في مجال ترجمة الكتب فنعتبر من أقل دول العالم في الترجمة وهذا ما تشير له الدراسة التي تمت عام ٢٠٠٣ وعلى مدى سنتين ، بأن أسبانيا وهي دولة غير متقدمة علمياً تقوم خلال سنتين بالترجمة أكثر مما ترجمهٌ العرب من عهد الخليفة المأمون إلى عام ٢٠٠٣ ، وهذا مؤشر مخيف يقيس ما مدى عزوف الوطن العربي عن الكتاب .
ولعل بيت المتنبي يغني عن ما تبقى من المقالة : خير مَكان في الدُنَى سَرج سابِح
وخيرُ جَليسٍ في الزَمانِ
كتـــــابُ

 

أحمد علي الهلالي

 

>

شاهد أيضاً

فريق أنوار التطوعي ينفذ مبادرة التوعية بمرض السكري بجادة صبيا

صحيفة عسير – ابتسام الغامدي : تزامنا مع اليوم العالمي للسكري والذي يصادف الرابع عشر …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com