صحيفة عسير : محمد مانع
★★ سُرِقت منك قصائد قبل مدّة ليست بالطويلة؟ ماذا فعلت للدّفاع عن إبداعك؟
لمْ أفعلْ شيئًا سوى غُفراني لذلك الشخص الذي اسْتَلبَ ديواني الأوّل والذي كان عنوانه ” وَشْوَشاتُ الغَسَق”
لقد كان مُقرَّبًا منّي وكنتُ أهجّيه الشعر في سَنَواتٍ خَلَتْ وفتَحْتُ له آفاقَ خضراء شاهقة وجعلته يحتكّ بالأندية الأدبيّة وجمعيّات الثقافة والفنون ومنصّات التعليم ومددتُ له يدي واحتويته بكلِّ حُبٍّ وصدقٍ وصفاءٍ لكنه للأسف قطع اليد التي مُدّتْ إليه! ،قبل أنْ ينتقلَ من خميس مشيط إلى الباحة طلب نسخةً من ديواني المخطوط لانّه يحب شعري
– حسب قوله – ! ويريد أن يقرأ قصائدي في أوقات الإجازة فأعطيته نسخةً بحسن نية ولم أعلم أنّه سيستخدمها لصالحه!
واكتشفت بعد سنوات عن طريق أحد الأصدقاء في الباحة بأنّ شخصًا ينتحل قصائدي وينسبها إليه!
اتّصلت عليه فتجاهل الأمر ونفى الخبر وفي ذاتٍ يومٍ رأيته يغرّد في تويتر ببعض أبياتي ولايضعْ عليها اسمي وحينما يغرّد بأبيات أو مقولات لآخرين يختمها بأسمائهم! فاستغربت وراسلته وناقشته في الأمر فلم يجبْ بل تمادى ووضع وسمًا أسماه
” شذرات” ينشر به كلّ التغريدات التي تروق له مختومةً بأسماء ناسجيها إلا تغريداتي وأبياتي يتركها مجهولة الهويّة! تجاهلني كثيرًا فحاولت أنْ أفضحه في تويتر ولكنه اعتذر بأعذرا واهية! وسامحته لأنني أكره مفردة الفضيحة ، والطّامّة الأدهى أنّه شارك في مسابقة أمير الشعراء العام المنصرم بقصيدة لي بذات الديوان ! ، وبعد أن أصدرَ كتابه شذرات حصلت على نسخة منه عن طريق أحد الأصدقاء وحينما فتّشتُ في صفحات الكتاب وجدت أنّ الصفحتين الأولى من شذرات عبارة عن أبيات شعريّة لي وتغريدات نثريّة وأجزاء من مقالاتي في صحيفة الأفلاج الإلكترونيّة ! وشاء الله تعالى أن يفضحه في تويتر حينما اكتشفت كاتبة اسمها ” وفاء الحربي” بأنّه سرق 80% من مدوّنتها الموجودة في فضاء النتّ وكذلك الشاعرة السودانيّة مُنى محمد وقائمة طويلة من الكُتّاب والشعراء فقاموا بعمل ” هاشتاق” بسرقاته وانفضح أمام الملأ وأصبح مشهورًا في تويتر بالسارق …. وكنت سأرفع عليه قضيّة ولكنني عفوت عنه بعد أن شاهدت اسمه في قائمة لصوص الأدب وبعد أن قامت شركة “سما” الكويتيّة التي أصدرت كتابه بسحب كتابه من السوق وكذلك بعد أن اعترف في صحيفة مكّة بأنّه أخذ نسخة من ديواني !
القصّة طويلة جدًّا وتفاصيلها الكاملة موجودة في تويتر.
★★ حلّوش متفاعل جدّا في نشاطات وزارة التعليم وجمعيّة الثقافة والفنون وغيرها بعكس تفاعله مع الأندية الأدبيّة وخاصّة أدبي أبها ماالأسباب؟
بالعكس أنا متفاعل مع الأندية الأدبيّة وخصوصًا نادي أبها الأدبي فقد شاركت في الكثير من أمسياته الشعريّة في أوقات متفاوتة وقدّمت الكثير من الأمسيات الثّقافيّة… ونادي أبها الأدبي له فضلٌ كبيرٌ عليّ وسأظلُّ مُمتنًّا ومُحبًّا له ولكيانه العظيم، ولا أذكر أنّني تقاعستْ عن المشاركة بل أجيب دعوتة كلّما دعاني إلى أمسيةٍ شعريّةٍ أو ثقافيّةٍ أو منشطٍ أو اجتماعٍ لجمعيّته العموميّة التي أشرف بأنني أحد الأعضاء الفاعلين فيها ، ومن عشقي لنادي أبها الأدبي قرّرت منذ فترة طويلة ألا أصدر باكورة أعمالي إلا عن طريق نادي أبها الأبهى وفاءً وعرفانًا منّي لهذا النادي العريق .
ولي مشاركات وإسهامات أيضًا في نادي جازان الأدبي ونادي تبوك الأدبي وكلّ نادٍ يوجّه ضوءَهُ إلى حرفي لاأملكُ إلا أن أعانقَ تراتيلَ ضوئه
وأصافحَ تقاسيمَ جَمالهِ – ولافَضْلْ -.
ربّما أبرزَتْ ” الأوبريتات” التي أكتبها لصالح التعليم ولصالح مؤسّسات اجتماعيّة ووطنيّة وثقافيّة أخرى اسميْ أكثر وماتلك الأعمال إلا بطلبٍ منهم ، بالمختصر لايمكن أن أردّ أيّ طلبٍ يخدم الوطن والشعر والثقافة وأنا رهن الإشارة أبدًا.
لمَ لمْ نرَ لك ديوانًا يضمّ قناديلك؟
أبشّركَ بأنّني حصلت على شهادة ” مُسَوّف أوّل”
وهذا هو السبب الرئيسي في تأخّر صدور ديواني الأوّل …ي
كذلك نظرتي لقصائدي القديمة بفوقيّة عالية حتى سبّبت تلك النظرة لي صراعًا بين قلبي وبين عقلي الباطن وقلتُ ذات انفصام شعريِّ حادّ:
سنابليْ أحْرَقَتْها الشَّمْسُ مِنْ زَمَنٍ
وبَيْدَرُ الروحِ جافَتْهُ الأغاريدُ
بيَ انفصامانِ : ذاتـيٌّ ومُكْـتَسَـبٌ
بيَ اشتعالانِ : مــَمْــقُوتٌ ومحمــودُ !
كلّما جاوزتُ مفازةً تسويفيّةً وقعت في أخرى!
وكلّما فكّرتُ في إصدار ديواني الأوّل تأخّرت أكثر!
وكلّما اعتمدتُ نصًّا شعريًّا عدتُ إلى إمعان النظر إليه وتوحّدتُ معه أكثر حتى أجدني لاشعوريًّا أعدّلُ في بعض أبياته ومفرداته وربّما استبعدته من المجموعة!
مجموعتي الأولى سرقت كما تعلم ويعلم بعض الأصدقاء ومرحلتها العمريّة انتهت حسب ماأرى…لديّ الآن مجموعة شعريّة أخرى لكنّ النّاقد الذاتيّ الداخليّ الساكن في أعماقي أصبح قاسيًا جدًّا وليس بالسهولة أن يجيزَ نصوصي كما كان يفعل في السابق !
ولعلّيْ أجتاز مَفَـازاتِ التّسويفِ قريبًا جدًّا فقد انتهيتُ هذه الأيّام من جمع المادة وسأعتكف عليها في الإجازة القادمة لأخرجها إلى النّور .
هذا الديوان يمثّل تجربتي الحقيقيّة في مَوْسَقَةِ القصيدة فالقصيدةُ إمّا جمرةٌ تُحْرِقُكْ …
وقد احترقْتُ كثيرًا بها واحْتَرَقَتْ بِيْ!
أو موجةٌ تُغْرِقُكْ وقد غرقنا ببعضنا!
أو مُزنَةٌ تحييكْ…
وكلّما أحْيَتْنِيْ تلك المزنة أماتَتْنِيْ من جديد – في عالم المجَاز- !
★★ حدثنا عن تجربتك في كتابة المقال ولمَ لمْ تذهب للصحافة الورقيّة ؟
تجربتي في كتابة المقالة كانت بطلب من صديقي الإعلامي عبدالله الدحيم الذي استقطبني ككاتب في صحيفة الأفلاج الإلكترونيّة ورحّبت بتلك الثقة الكبيرة التي منحني إيّاها وكتبت مقالين ، الأوّل بعنوان : عناق حميميّ بين روحي وأفلاجها ! تحدّثت في المقال عن عشقي لديار قيس وليلى التي تمّ تعييني بها عام 1420هــ وكانت أيّام جميلة تلك التي امتزجت فيها بالأفلاج وغيلها ونخيلها وقد بيّنت ذلك العشق المُصَفّى في مقال نسجته بحرير حُبّي واشتياقي ، والمقال الثاني تحدٌثت فيه عن شوارعنا المُكتَظّة بالحُفَر والمطبّات وكان عنوانه ” المركبات الأسرع شيخوخة! “، وحينما وجدت بأنّ المقالة ستسلبني من القصيدة هربت إلى القصيدة من جديد ! فهي موردي وملاذي ومنفاي.
ولم أتّجه لأي صحيفة ورقيّة لإيماني المطلق بالتّخصص فالموهوب يجب أن يختار طريقه الحقيقي وأن لايجعل حرفه يتوه…
وجدتني في القصيدة وسأظلّ أغمس روحي في أنهار دهشتها ودهشة أنهارها…
***********
★★ اللون الأخضر حاضر دائما في قصائدك ؟ حدثنا عن هذا العشق ؟…
اللون الأخضر يُعَبّر عن الحُبّ والحياة والاخضرار وأنا شخص متفائل بالبَياض وأكره التشاؤم والظلام ، أحاول أن ْ أبذر ورود العشق لهذه الأرض فالأرض يخنقها السواد فمن يُبَشّرُ بالبياض ؟!…
وقلت ذات اخضرار في إحدى لوحات ” أوبريت” لغة البياض” الأوبريت الدّولي لرسوم الأطفال ” بينالي عسير الدّولي” الذي كلّفتني إدارة تعليم عسير بكتابته لأبنائنا الطلاب وشرفت بكتابته في عامين سابقين مختلفين :
لاأكتبُ إلا بالأخضرْ !
فدمي ياأحبابي أخضرْ!
ويراعيْ من ضلعي ْ الأخضرْ!
فأنا أخضرُ أخضرُ أخضرْ!
في وطنٍ مولدهُ أخضرْ!
يسكنُ في أعماقِ الروح ِ
*** أكرهُ أوجه َ الدّماء ِ والدّمَار وسأظَلُّ أُغَنّي للحُبّ والأرضِ والسّلام والاخضرار…
شكرًا لكم أخي محمد وشكرًا لسماء عسير على هذه الشرفات الخضراء التي فتحت قلبها لبوح عصافير روحي… ودمتم بألقٍ وبهاء ٍ.>