عسير صحيفة عسير الإلكترونية
صحيفة عسير : فايع عسيري
الحلقة ” الثانية “
من تحقيقات/ محمد بن عامر المحبّي في ملوك التبابعة
تباعاً لما جاء في الحلقة الأولى إذ وصلنا إلى العدد ( 20 ) من ملوك التبابعة
(21) ثم ملك من بعد حسان بن تُبع عمرو بن
تبع بعد أخاه ولكنه ذهب النوم
عنه فقام بقتل كل من حرّضه على قتل أخيه إلا (ذي رعين) الذي نهاه عن قتل أخيه وقال شعراً
في ذلك قيل وكان ملك عمرو بن تُبّع 64 سنة
( 22) ثم ملك من بعده تبع بن حسان بن بحيلة أو بجيلة بن يكرب بن الأقرن
وهو الملقب بإسعد أبو كرب(1) الذي سار إلى يثرب بعدما أستنجد به
مالك بن العجلان الخزرجي من جور اليهودي الفطيون الذي قد ملك على الأوس
والخزرج فجار عليهم وظلمهم بحرب يهود بني قُريظة وبنو النظير وبنو القينقاع وكان
ريئس الأنصار أنذاك عمرو بن طلحة الخزرجي فسار تُبع إليهم وقتل أقواماً
من اليهود ثُمّ خلّف تُبّعاً إبناً لهُ بيثرب فقتله اليهود فزحف إليهم مرة أخرى وحاربهم وكاد
أن يخّرب يثرب ولكن أحبار اليهود الذين معه أخبروه إنها ستكون مهاجر نبي يُبعث من
بني إسماعيل من قريش مخرجه من عند البيت المحرّم فتراجع عن تخريب يثرب وخرج
منها ومعه أحباراً من اليهود متوجهاُ إلى مكة فلما بلغ أرض عسفان أتاه نفرٌ من هذيل
بن مدركة بن اليأس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وقالوا له هل نُدِلّك على بيت مال
دُثر وأغفلته الملوك فيه اللؤلو والذهب والزبرجد والياقوت والفضة قال بلى فقالوا بيتٍ
بمكة يعبُدَهُ أهلهُ ويصلّون عنده والهذليون يريدون بذلك هلاكه فلما أجمع سأل حبرين من
الأحبار الذين معه من المدينة عن الأمر فقالا له الحبرين (2) ما أراد القوم إلا هلاكك
وهلاك جندك فقال ماذا تأمرانني أن أصنع قالوا تصنع عند البيت كما يصنعُ أهله فهم
يطوفون به ويعظمونه وينحرون عنده البدن ويحلقون رؤسهم فلمّا بلغ تُبع البيت طاف به
وعظمه وحلق رأسه ونحر عنده وكسى (الكعبة) وبهذا كان أول من كساء الكعبة
المشرّفة ) قيل وقتل الهذليون الذين شاروا عليه بهدم البيت ورجع إلى اليمن
ومعه الأحبار من اليهود قيل فأنتشرت اليهودية في اليمن من أنذاك: وكان ملك تبع 78سنة
(23) ثم تفرّقت اليمن على ملوك ومنهم عمرو بن تبع ملك مدة غير معلومة
(24) ثم أنتُزِعَ منه الملك وملك مرثد بن عبد كلال أخا تبع لأمه 40 سنة
(25) ثم ملك وليعة بن مرثد 39 سنة
(26) ثم ملك أبرهة بن الصبّاح وكان من أحكم ملوك اليمن (وهو غيرأبرهة الأشرم) 93 سنة
(27) ثم ملك عمرو بن ذي قيقان مدة غير معلومة (28) ثم ملك ذو الكلاع مدة غير معروفة
(29) ثم وثب على ملك اليمن الخبيث لخنيعة ينوف ذو شناتر وبقي ملكه 27 سنة
(30) ثم قتله ذو نواس بن تُبّان أسعد وهو أخو حسان بن تُبع وذو نواس هو الملقب
(زرعة) وكان لخنيعة يعمل في الشبان عمل قوم لوط وقد شب ذو نواس وسيماً
فلما أتاه رسول لخنية يدعوه أخذ سكيناً وخبّأها بين قدمه ونعله فلما وصل عند
لخنية أدخله الحراس إلى, المشربة التي يعمل فيها لخنيعة بالغلمان عمل قوم
لوط فلما دخل لخنيعة المشربة وثب عليه ذو نواس وقتله وحز رأسه ورماه في
كوّة كان يطل منها لخنيعة على حرسه ويجعل المسواك في فيه إظهاراً لفراغه من فعله
القبيح
وخرج ذو نواس مُسرعاً فلما علم القوم بقتل لخنيعة خرجوا في ثار ذو نواس فأدركوه
فقالوا له أنت الذي أرحتنا من هذا الخبيث فلا يملكنا غيرك فملكهم ذو نواس وهو الذي خد
الأخدود لإهل نجران كونهُ على دين اليهودية وكان بنجران عبد الله أبن الثامر (1) هو وقومه
الذين كانوا يعبدون شجرة نخلة طويلة يُعلّقون عليها حُلي نسائهم ويعكفون عندها وقد قَدِمَ
إليهم رجلٌ على دين المسيح عيسى أبن مريم عليه السلام يُقالُ لهُ فيميون وصَحِبَهُ رجُل من
أهل نجران يُقالُ لهُ صالح فكانا يتعبدان للهِ يوم الأحد ويعمل فيميون بالبناء بقيّت أيّامُ
الأسبوع قيل وكان فيميون مستجاب الدعوة فدعا على النخلة التي يعكفون
عليها أهلُ نجران فأرسل اللهُ تعالى عليها قاصفاً فأجتثها من أصلها فعلموا القوم
إنهم على ظلال وبعد ذلك أعتنقوا الديانة النصرانية وشريعة الأنجيل وأنتشرت
في اليمن فنقم منهم ذو نواس وقاتلهم وخد الأخاديد وحرّقهم بالنيران كما ورد في
سورة البروج (2) فنجاء من أهل نجران رجُلٌ يقال له دوسُ ذو ثعلبانِ فذهبَ
إلى قيصر الروم يشكو عليه أمر ذو نواس فقال له قيصر بَعُدَتْ أرضك عنا
ولكن النجاشي ملك الحبشة على دينكم (النصرانية) ثم كتب قيصر لدوس كتابا إلى
النجاشي فلما وصل ذو ثعلبان إلى النجاشي جهّز له جيشاً قوامه70 ألف وأمر عليهم
إرياط فلما وصل الجيش الحبشي حدود اليمن الساحلية ألتقى الجيشان اليمني والحبشي
وأنهزم ذو نواس وقومه وعند شعور ذو نواس بالهزيمة وجه فرسه للبحر وضربه حتى
غاص به في الماء قيل وكان ملك ذو نواس ………. سنة أنتهت الحلقة الثانية,,,
// من مصادر ما ذُكر أعلاه //
—————————————————————————————————
(1)
ورد ذكر مكرب وكرب ومكرّب في عدة مصادر من أهمها ما جاء من ص62- 94
تاريخ اليمن القديم: مكربو سبأ مصدر سابق,
(2)
قيل إنه عترضه في ليلته تلك علّة وقال له الحبران إن كنت قد ضمرت لهذا البيت مكروها
فأرجع عنه قيل فرجع وكان سبب تعظيمه للبيت والحلق والنحر وكسوة الكعبة وقيل إنه رى في
المنام إنه يكسو البيت فكساه وقيل إنه قام بمكة سبع ليال ذكره بن كثير في البداية والنهاية ,
(3)
مجلدات البداية والنهاية من 1-7 + ج1 تاريخ اليعقوبي + نجران في أطوار التاريخ
لمحمد بن أحمد العقيلي + تاريخ اليمن القديم لمحمد بن عبد القادر بافقيه + المنتخب في ذكر
قبائل العرب لعبد الرحمن بن زيد المغيري تقديم الشيخ / علي السيد صبح المدني + تاريخ الأمم
والملوك لمحمد بن جرير الطبري + اليمن عبر التاريخ لآحمد حسين شرف الدين +كتاب قبائل
العرب القديمة والحديثة لعمر رضاء كحالة + كتاب الأكليل ج1وج2 للحسن بن أحمد بن يعقوب
الهمداني + أئمة
اليمن في القرن الربع عشر هـ لمحمد بن يحيى ابن زبارة + الرحلة اليمانية لشرف عبد
المحسن البركاتي,
(4)
سورة البروج + أخر قصة وثوب لخنيعة ذو شناتر على ملك اليمن ص122- 134 ج3
البداية والنهاية + ص167 – 176 ج1 تاريخ اليعقوبي ط2 سنة 1423هـ مصدر سابق +
مجلّدات البداية والنهاية و قصص التبابعة وذو نواس وجيوش الحبشة في ج3 ومنها قصة
تبع مع أهل المدينة وقصده للبيت الحرام ثم عدوله عما نوى من تخريب البيت بعدما علم من
الحبران الذين معه فقام بتعظيم البيت وحلق عنده وطاف ونحر000إلخ مع وجود هذه القصص
في كثير من المصادر مثل مروج الذهب والكامل وفي أخبار الدول وأثار الأول لآبي العباس
أحمد
القرماني وفي أخبار الأمم والملوك للطبري مصدر سابق: وفي لسان العرب المحيط لبن منظور
وغيرهم,,>
