لم تكن رغبتي أن أستخدم (كلمة الفاشلة) في عنوان المقال ، ولا حتى في سياقه ، ولكنني وجدتها مناسبة جدا لقنوات تلفزيونية لاتبث لنا إلّا عنصرية مقيتة ، أو تفسخا أخلاقيا ودينيا فاضح.
قنوات تلفزيونية أُنشئت لتهدم أخلاق شبابنا وفتياتنا ، ولتصنع بينهم عداوةً بدعوى القبلية ، فأصبحوا يتلقون كميات هائلة من مناظر الإنحلال الأخلاقي من مجموعة من القنوات وصرخات مفاخرة مكذوبة من مجموعة أخرى ، وضاع أبناؤنا من ذكور وإناث بين تزاحم هذه القنوات وتنافسها الدنيء وتنوع مواد الخبَثِ فيها .
من يقلل من تأثير الإعلام على الدول والشعوب والحضارات فهو إمّا جاهل بذلك أو مصادم للحقائق .
الإعلام أطاح بدول وأقام أخرى وهزم جيوشاً وحشد غيرها ، والإعلام سلاح لايستهان به ، يجمع على الحق وعلى الباطل ، قد يُعمي البصير ويُبصر به الأعمى ، سلاح يستخدمه أهل الضلال والهوا ، وأهل الحق والهدى ، وتصرف الدول الأموال الضخمة على الإعلام الموجه لعلمها بتأثيره في الداخل والخارج.
ولكن وللأسف ، لم نجد من إعلامنا في الوطن العربي مايحقق مكانتنا وعزتنا كمسلمين ، بل أصبحت غالبية منابر إعلامنا أبواقاً لأهل الفتن ومحاربي الإسلام من أقصى الأرض إلى أقصاها ، وأصبحت أموال المسلمين _ بعلمهم وبغير علمهم _ تدعم إعلام الفساد الأخلاقي وزارعي النزعة العنصرية القبلية في قنواتٍ لاهمّ لها سوا جمع الأموال و إفساد أخلاق الشباب ونزع الهوية الدينية من قلوبهم .
هل يدرك أصحاب هذه القنوات حجم التأثير السلبي الذي يبثونه في وطننا ، وهل لاحظوا خروجاً مزعجاً من أبنائنا عن المباديء والقيم ؟
هل قيّموا تجربتهم السابقة في فضاء الإعلام ووضعوا لقنواتهم مستوىً حقيقياً يبين موقعهم من الدين والأخلاق والوطنية ؟
أصحاب قنوات المجون والتعري وهدم الأخلاق عبر مسلسلات وبرامج إنحطاط وبذاءة . هل هم يخدمون الإسلام أم يهدمونه ؟
لقد عموا وصموا عن الإجابة عن هذه الأسئلة ، ولكن سيأتي يوم يحاسب فيه كل إنسان عمّا قدم لنفسه من عمل .
هذه القنوات إن استمرت ستنتج لنا جيلاً يمتلك مقومات الإنحراف والجريمة ، ويختصر معاني الشجاعة في الضرب والنهب والقتل والإعتداء ، ويظن أن ممارسة الرذائل والتهاون في العبادات جزء من الحياة لاعلاقة له بالدين ، ويفهم أن التطور والحضارة في محاكاة الغرب لبساً وأخلاقاً وتحرراً مزعوماً كَذَبه الإعلام وصدّقوه السذّج من بيننا .
إن هذه القنوات ستؤخر تعليمنا وتعطل نهضتنا وتزيد معدلات الإعتداء والجريمة وستنحى بأبنائنا إلى وجهة لن تأتي إلا بالشرور والمصائب ..
اللهم احفظ علينا أمننا وإيماننا ، وأدم سلامتنا وإسلامنا ، واحمِ وطننا من كل مكرٍ ومكروه .. والله خير الحافظين .
علي مشبب آل عبود
>