عسير صحيفة عسير الإلكترونية
صحيفة عسير _ عبدالرحمن خليل:
تفاعل المجتمع في منطقة عسير خلال اﻷيام الماضية بقصة واقعية تعبر عن مدى التعلق الكبير بالوالدين والبر الصادق بهما حيث غيب الموت والدة مساعد القحطاني عن عمر يناهز ” 56 ” عاما فيما أن اﻹبن البار مساعد الذي لحق بوالدته يبلغ ” 26 ” عاما ويعمل في هيئة التحقيق واﻹدعاء العام متزوج ولديه إبن وحيد لم يكمل عامه الثاني ” سنة ونصف ” كما أنه كان ينتظر قدوم مولوده الثاني خلال اﻷشهر القليل القادمة .
تبدأ القصة حينما مرضت والدة مساعد وتم إدخالها المستشفى العسكري إثر جلطة أدخلتها في غيبوبة حتى توفاها الله يوم اﻷربعاء الماضي ، وكان مساعد متعلقا بوالدته بشدة وإبنا بارا بوالديه وبعد إتمام دفن والدته خاطب الجموع التي شهدت الدفن ” دعواتكم لها بالرحمة والمغفرة ” وهي آخر ما نطق به مساعد ليغيب عن الوعي ويدخل في غيبوبة إستمرت حتى نهاية أيام تلقي العزاء في والدته ليلحق بها يوم السبت ويرافقها في حياتها اﻵخرة ويتم دفنه في القبر المجاور لوالدته التي تعلق بها كثيراً وقدر الله لهما العيش سويا في حياتهما وأن لا يتفارقا كثيراً وأن يتجاورا بقبريهما بعد وفاتهما سائلين الله أن يتم جوارهما في الفردوس اﻷعلى من الجنة .
ذكر المقدم علي بهوش وهو خال مساعد بأنه كان يضرب أروع اﻷمثلة في اﻹبن البار الذي يسعى لتلبية كافة إحتياجات والديه ويبحث عن خلق الراحة لهما في كل شيء ، وأنه كان متأثراً بشدة خلال فترة مرض والدته حتى أنه يعمل في منطقة ” نجران ” ولكنه يسكن مع والدته في خميس مشيط ويذهب للعمل قاطعاً تلك المسافة الطويلة بشكل يومي ذهاباً وإيابا والتي لم تمنعه من العودة لوالدته المريضة والجلوس بجانبها وخدمتها واﻹطمئنان عليها .
كما أردف بأن دعوة مساعد الدائمة كانت ” اللهم لا تحرمني من والدتي في دنياي وآخرتي ” ، وهي الدعوة الصادقة التي إستجابها الله ورزقه مرافقة والدته في موتها ومجاورتها في قبرها ، كما أن الله حقق لوالدته رحمها الله الطمأنينة حيث أنها كانت تردد ” لا خوف علي بوجودك جانبي أنا سعيدة ومطمئنة ” وهو ما كتبه الله لها بأن رزقها إبنا بارا وقدر له أن يكون بجانبها حتى بعد موتها ، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمدهما بواسع رحمته ويسكنهما فسبح جناته ويلهمهم الصبر والسلوان في فقيديهم .>
