عسير صحيفة عسير الإلكترونية
صحيفة عسير-سعيد الحصيني :
ساهمت التمور في المملكة في سد احتياجات المملكة ودول الخليج على مدار سنوات مضت ، وساهمت المملكة من خلاله في مساعدة الدول الشقيقة والصديقة كأبرز منتجاتها مساعدة لتلك الدول ودعما للمزارعين .
ومع التوجه القوي للدولة في تنويع مصادر التمويل والبحث عن مراكز القوة والفرص المتاحة في الأسواق المحلية تبرز التمور كأحد أبزر تلك النقاط في المنتجات الزراعية ليس في المملكة فحسب بل وعلى مستوى العالم إنتاجاً وتنوعاً وجودة .
إلا أن هذا المنتجات من التمور كالخلاص والسكري والصفري كأكثر أنواع التمور زراعة وإنتاجا في المملكة وفق بيانات الهيئة العامة للإحصاء يمكن أن تكون بقيمة النفط والمعادن الثمينة وقدرتها على دعم الميزانية وتنويع مصادر الثروة .
وبمناسبة إقامة منتدى صفري بيشة الاقتصادي فهي فرصة لشكر القائمين عليه برعاية كريمة من أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز وبإشراف دائم ومتابعة مستمرة من المحافظ المتميز سعادة الأستاذ محمد بن سعيد بن سبره ومختلف اللجان الراعية والداعمة والتنفيذية لإبراز هذا المنتج الاقتصادي المميز وإبرز اسم بيشة من خلال توجيه النظر لصفري بيشة بعيون عالمية 0
فصفري بيشة يعد ثروة اقتصادية كبرى فيما لو تم استغلاله وذلك نتيجة ما يتميز به على مستوى الجودة المتمثلة في ( الطعم ، والشكل ، وصلاحية التخزين ، والقيمة الاقتصادية والصحية .. ) عن بقية الأنواع الأخرى ، وبالتالي سيكون رافداً اقتصاديا لمنطقة بيشة والمملكة بشكل عام ، الأمر الذي يتطلب بشكل عاجل وضع خطة متكاملة لتطوير هذا المنتج بتعاون ومبادرات من مختلف الأطراف ذات العلاقة 0
حيث تأتي وزارة البيئة والزراعة والمياه وذراعها التنفيذي بالمنطقة بمديرة الزراعة والمياة في أولوية الجهات المسؤولة من خلال البدء بتوعية المنتجين والمزارعين بقيمة وأهمية صفري بيشة وضرورة حمايته والتوسع في زراعته ورعايته وتوفير الأدوات اللازمة والداعمة والحافظة لرعايته ووقايته من الأمراض التي تصيبه وتقلل من مستوى جودته ، وكذلك توجيه المبادرات النوعية . كذلك ينبغي مساهمة الصندوق الزراعي في دعم لمزارعين بما يمكنهم من الاستمرار في إنتاجه بجودة كماً ونوعاً ، إضافة إلى ما يفترض أن تقوم به الغرف التجارية والصناعية ووزارة الصناعة من تسهيل إنشاء مصانع كبرى بدعوتهم للمنطقة وتهيئة الظروف لافتتاح هذه المراكز الصناعية وهذا سيدعم الاقتصاد في المنطقة بشكل عام والمنتج بصفة خاصة مما يوفر مسارات جديدة لتسويقه محليا وإقليميا وعالميا بطرق جديدة وبأشكال متنوعة جاذبة للمتسوقين وهذا ما سيمثل قيمة إضافية عالية المستوى ، وما تحتاجه هذه الخطوة من دعم علمي كبير من الجامعات وبيوت الخبرة في إنشاء مراكز بحثية لاستكشاف واستشراف ما يتعلق بهذا المنتج وفوائده الصحية والاقتصادية والسياحية ونشر نتائج تلك الدراسات وبيان القيمة الاقتصادية من خلال دراسات الجدوى وعقد شراكات بين هذه الأطراف لإحداث طفرة وثورة إنتاجية تسويقية لمنتج صفري بيشة وتمهين وتمكين صناعة التمور وتنويع منتجاتها ، وادخالها ضمن منتجات غذائية أخرى 0
تلك الخطوات تحتاج إيمان واعتقاد كبير من القيادات وخاصة بالوزارات المعنية وتوافق وتواصل بين الإدارات التنفيذية بأهمية وقيمة صفري بيشة كمنتج محلي قادم للعالمية سيما مع التميز المكاني له في هذه المنطقة تحديدا عن بقية دول العالم ، وينطبق الحديث عن الأنواع التي تشتهر بها بيشة كذلك كالشكل والبرني والمقفزي .. وهذا التوجه سيوفر فرص وظيفية ونمو اقتصادي وسياحي مميز وهذا بدوره يصب في تنمية المجتمع ونمو اقتصاد المملكة ويدعم عمليا تحقيق نتائج الرؤية الطموحة 2030 ، فالمستقبل مضيء بإذن الله ، والخير وفير بحمد الله ، والشكر يقتضي العمل بما نملكه من قوى وطاقات لتحقيق أهدافنا وتميزنا .
مع شكرنا وتقديرنا للجهات المشرفة والمنفذة على المنتدى ، وأخلص الدعاء بأن يحفظ الله الدين والوطن ، ودام عزك ياوطن
د. سعد الرمثي – جامعة بيشة>
