عسير صحيفة عسير الإلكترونية
أ/ جميلة علي الغامدي
(مالحكمة)(١)
للناظر في هذا الكون بتفكر وتأمل في خلق الله ،يدور في ذهنه أسئلة كثيرة لم يجد لها جوابا
ومن ذلك مالحكمة من خلق هذا وهذا….!!
ولن يجد حلول لهذه الأسئلة الامن يبحث في الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم.
و يتأصل في العلوم الشرعية
واول سؤال سنناقش فيه …
مالحكمة من خلق إبليس؟
الله عزوجل خلق إبليس الذي هو مادة الفساد التي تمد كل فسادفي هذه الدنيا ،فيالأديان،والاعتقادات،والشهوات،
والشبهات،وهو سبب لإقامة العباد وعملهم مايغضب الله عزوجل وهو مع ذلك كله وسيلة إلى محاب كثيرة وحكم عظيمة
ومن الحكم التي تلمسها العلماء من خلق إبليس:
١-ان يظهر للعباد قدرة الرب-تعالى على خلق المتضادات والمتقابلات فخلق هذه الذات إبليس
-التي هي أخبث الذوات وهي سبب كل شر،وخلق في مقابلها ذات جبريل عليه السلام التي هي من أشرف الذوات وازكاها والتي هي مادة كل خير،فتبارك من خلق هذا وهذا .
٢-ان يكمل الله لاوليائه مراتب العبودية :وذلك بمجاهدة إبليس وحزبه ،واغاظته بالطاعة لله ،والاستعاذة بالله منه واللجوء إلى ان يعيذهم منه ومن كيده ،فيترتب على ذلك من المصالح الدنيوية ،والاخروية مالايحصل بدونه .
٣-ابتلاء وامتحان للخلق ،ليتبين به الخبيث من الطيب.
٤-ظهور آثارأسماء الله ومقتضياته،ومتعلقاته فمن أسمائه :
الرافع ،الخافض،المعز،المذل ، الحكم ،العدل .
٥-استخراج مافي طبائع البشر من الخير والشر .
٦-ظهور كثير من آيات الله وعجائب صنعه :فقد حصل بسبب وقوع الكفر والشر من النفوس الكفارة الظالمة ظهور كثير من الآيات والعجائب ،كآية الطوفان ،واية الريح ،وآيةاهلاك ثمود وقوم لوط وغير ذلك من الآيات.
فلو سألنا؟لماذا انظر الله إبليس إلى يوم القيامة ؟ان هذا ليس اكراما له بل إهانة له ليزداد إثما فتعظم عقوبته ويتضاعف عذابه ،ولأن الله جعله محكا ليميز به الخبيث من الطيب ومادام أن الخلق مستمر إلى يوم القيامة ،فإن هذا يقتضي بقاءه ببقاء خلق البشر.>
