تصرفات هوجاء

نشاهد يوميّا العديد من المشاهد التي يضيق لها الصدر، ويندب لها الجبين؛ حدائق ذات جمال وبهجة، أُنشِئت بمبالغ طائلة طالها العبث بأيدي من تنعّم بجمالها من مرتاديها؛ ألعاب كُسّرت، وإضاءات استهدفت، وجدران شُوِّهت، وصنابير أُتلِفت، وأزهار قُطِفت، نفايات هنا وهناكهذا المنظر المؤذي يتكرر في الشارع وعلى الشاطئ بل في المساجد والمدارس وغيرها من الأماكن العامة.

فما هو السبب في حدوث مثل ذلك؟

ولمن تُوجّه أيدي الاتهام؟

وكيف نقضي على هذه الظاهرة؟

إن عدم استشعار المسؤولية اتجاه النفس أولًا ثم الآخرين هو السبب الأول في حدوث مثل هذه الأمور المتوشحة بالاستهتار واللامبالاة، ذلك أن الناشئ افتقد النقد الذاتي، والتهذيب النفسي لذاته؛ فتبلد شعوره نحو أفكاره وتصرفاته، فنشأت لديه أفكار غريبة وتصرفات هوجاء حيث استوى لديه الصواب والخطأ، والجمال والقبح؛ ماأدّى إلى ظهور ذلك المخرج السيئ وتفشي تلك الظاهرة.

ياسادة .    

نحن بحاجة لبناء العقول وتهذيب النفوس لينشأ جيلٌ يستشعر المسؤولية نحو أفكاره وتصرفاته، جيلٌ على قدرٍ من الإدراك بأهمية هذه الممتلكات له وللآخرين، جيلٌ يُقدِّر ذاته ومجتمعه ووطنه. 

ولن يتحقق لنا ذلك إلا بتعاهد أبنائنا وبناتنا بالمعرفة الواسعة الهادفة، والممارسة المستمرة الموجَّهة، والنصح والإرشاد بأساليبه المتنوعة. ولا تُلْقى هذه المهمة على عاتق جهة بعينها فالكل مسؤول   الأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام.

إن ناشئة الوطن وشبابه هم الثروة الحقيقية فلنغرس فيهم طاعة الله ورسوله، وصدق الانتماء للوطن، وحفظ الجميل للأسرة والمدرسة؛ لينشأ جيلٌ ذو قيم وهِمّة، يحافظ على الممتلكات العامة موقنًا أن ذلك طاعة لله، وحبٌّ للوطن، وتقديرٌ للجهود المبذولة والأموال المصروفة، ووفاء لمن هذّبه وعلّمه.

 بقلم / فاطمة ال ظافر .

>

شاهد أيضاً

دورة تدريبية عن “كتابة الرواية” بأدبي مكة

صحيفة عسير _ صيته العرجاني يعلن نادي مكة الثقافي الأدبي عن إقامة دورة تدريبية مجانية …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com