أريد أن أتعلم ولكن كيف ؟ وأين ؟ ومتى ؟

screenshot_%d9%a2%d9%a0%d9%a1%d9%a6-%d9%a1%d9%a1-%d9%a1%d9%a1-%d9%a1%d9%a4-%d9%a0%d9%a3-%d9%a4%d9%a8

     في عالم سريع التغير مليء بالأحداث مفعم بالتطورات والمشكلات، فكان لابد لنا من اللحاق بهذا التغير واستيعاب جميع التطورات وإيجاد حلول لهذه المشكلات. ومما لا شك فيه أننا نحيا في عصر المعلومات مما يعني أن القوة الحقيقية الآن لمن يمتلك المعلومات ويستطيع استخدامها وتطبيقها عملياً بما يناسب احتياجات ومتطلبات العصر الذي نحياه. ومن هنا جاءت الحاجة إلى التعلم بأساليبه المختلفة، فكثير منا يمر بمواقف تجبره على أن يكتسب ويتعلم خبرة جديدة، أو التعلم على استخدام تقنية حديثة.

     دائماً ما يتبادر تساؤل في داخلنا عند الرغبة في تعلم جديد وهو” أريد أن أتعلم ولكن كيف؟ ومتى ؟وأين” وللإجابة على هذا التساؤل يتبادر إلى أذهاننا ما هو الأسلوب التعليمي المناسب ؟ ونرى أن أحد أساليب التعليم المتطورة والمناسبة في ذلك الموقف هو التعلم الذاتي.

     فالتعلم الذاتي يُمكن المتعلم من أن يتعلم نفسه بنفسه في أي مكان وزمان وبأي آلية وفقاً لقدراته وما يتوافق مع ميوله واهتماماته. ونشأت فكرة التعلم الذاتي من مفهوم ” التعلم مدى الحياة ” الذي أصبح شعار العصر الحديث بمعنى أن التعلم يجب أن يكون عملية مستمرة طوال حياة الفرد، حيث من خلال التعلم الذاتي يستطيع الفرد أن يطور نفسه ومهاراته وشخصيته وقدراته، وذلك لكي يواكب التطورات من حوله في شتى المجالات.

     ونجد أن للتعلم الذاتي جذور في نظريات التعلم للمدرسة السلوكية وهذا يدلنا على أن مفهوم التعلم الذاتي ليس بالمفهوم الحديث بل كان معروفاً من ذي قبل وله جذور تاريخية ولكن مع تطورات وأحداث هذا العصر جعلت منه مفهوماً حديثاً وتوجهاً جديداً من الاتجاهات المعاصرة للمناهج فيما يتعلق بالتطور في الفكر التربوي.

     واشتهرت بعض المقولات عن التعلم الذاتي مثل مقولة المؤلف الأمريكي الروسي إسحاق عظيموف ” التعلم الذاتي، كما أعتقد بصلابة: هو النوع الوحيد الموجود من التعلم ” ومقولة ” كل ما تعلمته، تعلمته من الكتب ” لرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية أبراهام لينكون وتدل مقولته على أن أي شخص يمكنه أن يصبح متعلماً ذاتياً بلا قيود.

     وللتعلم الذاتي كثير من المميزات ونذكر منها أن يكون المتعلم هو أساس العملية التعليمية ويشرف على نفسه بكل خطوة، ويرتبط التعلم الذاتي بالميول، وتحقيق الراحة النفسية بالإرادة والعزيمة القوية ورغبته في تحسين ذاته، واكتساب الخبرة من تعلم الأخطاء التي تواجه المتعلم، وبقاء أثر التعلم لدى المتعلم وتساعد على استقلالية الشخصية وعلى اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية.

         كما لو نظرنا نظرة ناقدة للتعلم الذاتي لوجدنا فيه بعض السلبيات نذكر منها أن الفرد الذي يعتمد على التعلم الذاتي كلياً يتكون عنده خلل في العلاقات الاجتماعية ويكون غير قادر على التداخل مع الآخرين وأيضاً من سلبياته أن يقع المتعلم في تعلم خبرات سلبية واتجاهات خاطئة لغياب المرشد والموجه في التعلم الذاتي.

     نختم الحديث بأن التعليم الذاتي أحد الأساليب التربوية التي أكدت البحوث المختلفة على قيمتها وأهميتها ودعت المناهج الدراسية إلى تأصيلها لدى النشء بمجرد دخولهم المدرسة باعتبارها الوسيلة إلى التعلم المستمر الذي يلازم الإنسان طيلة حياته.

بقلم _ مهابنت محمدالموسى

 باحثة بقسم المناهج وطرق التدريب                                                               >

شاهد أيضاً

الكاتبة ” سرَّاء آل رويجح ” في حوار خاص لـ” عسير ” : الجمر أيقونة ألم … والرقص أيقونة نجاح

صحيفة عسير – لقاء خاص : تمتلك الكاتبة سرَّاء عبدالوهاب فايز آل رويجح ، قدرات …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com