صعبٌ فراقك يا ولدي..!!

 عسير عيسى مشعوفمن بين مواجع الألم ولوعة الغياب يحضر العذاب في أجساد الآباء والأمهات ، يوم يفقدون عزيزاً عليهم ، هو الابن تحديداً هو مصدر الحب والوجع أيضاً ، كم نشاهد اليوم من قضوا نَحبَهُم وهم “كل الغلا وهم الأنفاس والعشق” رحلوا في ميادينٍ للموت كثيرة ، فقد تعددت أسبابه ليس من بؤسها وأسوأها النحر بأيدي خادمات أتين لممارسة طقوسهن الدينية هنا ، والقربان كانوا أطفال أبرياء ! هنا تحضر الفجائع المؤلمة ويحضر العذاب في كثير من البيوت الآن. نحيب وعويل ولطم خدود وشق جيوب .. لا تجدي معها نصائح النفسانيون ولا تعاويذ المشايخ الفضلاء فالجروح غائرة ، مستعرة في الأجسام التي سهرت وما فتأت ترعى الأطفال ” كل شبر بلتر من القلق والسهد والتعب .. ثم يأتي هادم اللذات ومفرق الأحباب والجماعات وبائد الأمم لينتزع الأرواح وهي لاهية ، لا أدري ماذا أقول لهم مواسياً ومعزياً وجبراً لخواطرهم ؟؟ فلأمر جد رهيب . فقدان الابن صغيراً أو كبيراً ، إنها الخسارة الحقيقية والفادحة التي لا يمكن معها التعويض ،ألم الفقد لا يعادله ألم وسألوا من ابتلاهم الله بموت ابن لهم ، حوادث الحياة ومصائبها كثيرة، الموت بسبب ومن غير سبب ، ألم ما بعد الفراق ، الحنين للابن الميت نوبات تجعل الأم المكلومة تعاف الحياة ، تتمنى أنها لم تـُخلق أو أن تنشق الأرض وتبتلعها “ صعب الفراق يا ولدي ، صعب أن أصدق موتك وأني لن أراك مجدداً “هكذا لسان حال كل أم فقدت ابنها وحال كل أب أيضاً ، بالأمس يلعب يضحك يشقي يلهو .. واليوم لا صورة ولا صوت ، وربما دعت عليه ــ وهي غاضبة ــ ولأب يدعو على لابن ، وهنا يحضر الندم القاتل والجمر الذي يحرق القلوب .. يقال أن “القدر موكل بالمنطق”  وفي الحديث من الدعوات المستجابة .. دعوة الوالد على ولده ، فربما كان سبب فقدان الابن دعوة من الأم والأب ــ في لحظات غضب ــ على الابن الضال الشقي الذي لا يسمع ولا يطيع عجلت بهلاكه، فقدان الأعزاء من الأبناء والبنات جرح يصُعب برؤه ونار مضطرمة لا تكاد تنطفئ، والحسرات القواتل عندما  يكون سبب الوفاة إهمال أحد الأبوين أو كلاهما فإن الحياة سوف تكون ليل سرمدي باهت ، فاجعة الموت وفقدان الابن ابتلاء وفتنة لكل أب وأم ومثل ما يكون الصبر يكون الأجر مضاعفاً بإذن الله .. فاحتسبوا واصبروا .

>

شاهد أيضاً

((تدوين الموروث امانة ))

بقلم /حسن سلطان المازني هناك فرق بين المثقف الممارس للموروث القيمي بشقيه الفلكلور والعادات والتقاليد …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com