كشف المشرف العام على البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية “بارع” في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور جاسر الحربش عن خطة تطويريه للحرف والصناعات اليدوية في منطقة عسير عبر برنامج “صنع في عسير”، ضمن مبادرة “عسير.. وجهة سياحية رئيسية على مدار العام”.
وأوضح الدكتور جاسر الحربش أن البرنامج سيشمل 200 أسرة من المنطقة، لافتاً إلى أنه سيكون ماركة تجارية مسجلة أو براند ينتظر خروجه للنور قريباً وتوجيه منتجاته نحو التسويق من خلال المعارض التي يدعمها “بارع” داخل المنطقة للسياح والزوار أو المعارض المحلية والدولية ضمن مسارات محددة يضاف إليها مسار التجارة الالكترونية عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف في ذات الصدد: “إن بارع يعمل في هذا المشروع في مراحله الأولى لجمع المعلومات والمقترحات ودعوة الحرفيين والحرفيات للمشاركة والمهتمين بهذا المجال من المصممين والمصممات عن طريق المواقع الالكترونية للهيئة العامة للسياحة والآثار أو موقع بارع”، مشيراً إلى أن مسؤوليتهم تكمن في توفير المنتجات الحرفية كهدايا وتسويقها وتطوير المنتجات والتكفل بالتدريب.
وبين المشرف العام على البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية “بارع” في الهيئة العامة للسياحة والآثار أنه تم عقد اتفاقية مع مجلس التنمية السياحية في عسير لتنفيذ العديد من الخطط الداعمة للحرف والصناعات اليدوية في المنطقة، منها دراسة سوق الحرف اليدوية من الناحية الاقتصادية ومعرفة مواسم البيع والذروة ومواقع التسويق واستهداف الشراكة مع المؤسسات الحكومية للدعم والتدريب والتعاون مع الجمعيات الخيرية والحرفيين الذين يجرب حاليا استهدافهم بالتدريب المباشر عبر البرامج التي تم تهيئتها في منطقة عسير، والتي تشمل تدريب 12 حرفي في رجال ألمع على حرفة “جني العسل”، و12 حرفيه في أبها على صناعة “القعايد الخشبية”، لمدة 10 أسابيع، ناهيك عن مسار يخاطب رجال الأعمال بشكل غير مباشر لتبني تواجد الحرفيين والحرفيات في مراكز تجمعات التسوق الكبرى في أبها وخميس مشيط والقرى المجاورة.
وأكد الحربش أن أهم مواقع البيع المستهدفة في عسير هي: مركز الملك فهد الثقافي “قرية المفتاحة”، وبلدة رجال ألمع، ومحايل عسير (تحت الإنشاء بالتعاون مع بلدية محايل عسير).
وعن إجراء عملية المسح لمحافظة بللسمر، أبان أن ذلك جاء بتوجيه من رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان للمحافظة تحضيراً لإطلاق النسخة الأولى من إقامة مهرجان البر والأسر المنتجة، إذ يتم عملية المسح حاليا لعدد الحرفيين للصناعات اليدوية في المحافظة وتصنيفها حسب أهم ما يجب المحافظة عليها ودعمها وحمايتها من الانقراض.
وأضاف في ذات الصدد: “سيتم التكفل بكافة المصاريف المالية الخاصة بإقامة هذه الفعاليات وجمع الحرفيين والأسر المنتجة في موقع واحد، مع التوعية ببرنامج بارع”.
وحول الجهود التي بذلها البرنامج الوطني في عسير، قال الحربش: “شمل عسير جهود لتوثيق الحرف اليدوية المنقرضة، وبثت رسائل عن هذه الحرف عبر اليوتيوب، ومن أهم الحرف التي سيتم الاهتمام بها والتي كانت نتيجة المسح الاقتصادي للأسر المنتجة هي “القط وصناعة الخوص والسدو و صناعة الأثواب العسيرية وصناعة القعائد والأسرة الخشبية وتجهيز الأعشاب والنباتات العطرية”، إضافة إلى مشروع تسويق منتجات الأسر المنتجة هناك مشروع بالتعاون بين إدارة التربية والتعليم بعسير وبارع لتدريب معلمي التربية الفنية والذي شمل 47 معلم و67 معلمة تربية فنية”.
وعن دخل الأسر المنتجة والحرفيين، أجاب: “مما لا شك فيه أن هناك دخل وعائد اقتصادي لهذه الأسر كبير، يصعب التعرف عليه بدقة، ولكن المؤشرات تؤكد على وجود عائد اقتصادي كبير، بدليل مشاركة 100 أسرة منتجة في مهرجان أبها، موزعين في قرية السودة التراثية وحديقة أبها الجديدة ومهرجان أبها للتسوق ومركز الملك فهد الثقافي “قرية المفتاحة” ومهرجان منتزه الملك عبدالعزيز بالسودة ومهرجان الأسرة والطفل”.
وعرج إلى مشاركة “بارع” في ملتقى التراث العمراني الرابع الذي سيقام في عسير، قائلاً: “إنه سيتم تقديم معرض خاص بـ “بارع”، والمشاركة بثلاثة متحدثين في الملتقى العلمي، و10 حرفيين في الفعالية المقامة داخل معرض الملتقى، بالإضافة إلى عمل مدربين متخصصين بالبناء التراثي بورشة تدريبية، فضلاً عن صناعة الدروع التذكارية للمشاركين من قبل حرفيين في إحدى الجمعيات التعاونية”.
مما يجدر بالذكر أن البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) يعد أحد أهم مسارات (مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري) المُقَر من قبل مجلس الوزراء للمحافظة على التراث الثقافي الوطني ورعايته والتوعية بدوره الاقتصادي والحضاري والتعريف بمكوناته الأصيلة محلياً ودولياً.