..والمسلمون والعرب في أطهر بقاع الدنيا “مكة المكرمة”، تتعرى سوءات خوارج هذه الأيام، رغم اختفائها تحت ستار الدين الذي لا يقبل بكل هذه التنظيمات، ولا هذه الحالات المشوهة للدين الإسلامي الحقيقي. وقف المسلمون في المشاعر المقدسة سواسية بلباس أبيض، لعله ينقي الجيوب التي حفرها مدعو الدين الإسلامي، ويعيد للحياة البشرية ناموسها ورونقها، وقف الحجيج وهم يقلبون صفحات معتمة من أيامهم ولياليهم بسبب موقظي فتنة المسرح العربي الذي تحول إلى ملتقى للدماء البريئة وعازل لنا عن بقية شعوب الأرض، وقفوا وهم يتساءلون هل يعودون سالمين غانمين أم يعودون وقد فتكت السواطير والسكاكين بنسائهم وأطفالهم؟
غادر الحجيج ديارهم العربية وهم يئنون من نير العدوان من أبناء جلدتهم ويصرخون في السماء لعلها تمنحهم حق العيش بأمن وأمان أسوة ببقية شعوب الدنيا، غادروا محملين بهموم الفتنة التي أشعلها شباب غض لا يعلمون نهاية مغامرتهم ونهاية ما ستدفعه الأمة العربية من دماء النساء والأطفال وثمن تدريبات القوات الأجنبية على أجسادهم وأجساد بقية السكان العرب الذين لا حول لهم ولا قوة.
موقظو الفتنة وضعوا رجلا على رجل، بعد أن حولوا مسرح الحياة العربية إلى ميدان فسيح لنوايا الفرس والغرب، وبعد أن غسلوا أدمغة ما طاب لهم ولذ من أبنائنا، وبعد أن اطمأنوا أن بداية الفتنة حصلت فعلا بالسكين والساطور، ومن قبل بالأحزمة الناسفة والتفجيرات العشوائية، موقظو الفتنة قد يكونون ضمن حجاج هذا العام، وقد يكونون ممن يجيد قتل القتيل والمشي في جنازته، ولكن الله يمهل ولا يهمل، وسيكون دعاء ضيوف الرحمن موزعا بين دينهم ودنياهم وآخرتهم، وبين موقظي الفتنة ومن يحمل السلاح ضد أخيه العربي المسلم.. الدعاء سلاح المؤمنين وسهام ليل لا تخطئ، وسيكون أكثر دقة في إصابة الهدف في المشاعر المقدسة، اللهم اكفناهم “الخوارج” بما شئت.
صالح الحمادي>