خالد ال ماطر
يعتقد الفيلسوف العظيم أبيقور أن وجود
الأصدقاء الحقيقيون والصادقين يعد من أعظم مسببات السعادة ، ولذا يقول :
( من بين الجميع الأشياء التي تمنحها الحكمة لتساعد المرء على عيش مليئة بالسعادة ،يعتبر إمتلاك الأصدقاء أعظمها
على الإطلاق ) .. ويقول كذلك :
( لو امتلكنا مالاً من دون أصدقاء ، أو حرية ،
أو حياة منظمة ، لن نكون سعداء فعلاً ،
إن مجموعة من الأصدقاء الحقيقيين قد
تمنحنا الحب والإحترام والسعادة والتي
قد تعجز الثروة عن منحنا إياها )
**قرأت هذه المقولات وبقيت أتأمل فيها
وأفكر …
وبالفعل استشعرت كم ستكون الحياة
جميلة وسعيدة بوجود الأصدقاء ..
الأصدقاء الذين لا يحبوننا لمصالح
أو لأغراض مادية ..
الأصدقاء الذين يعرفون عيوبنا
ومع ذلك يحبوننا ..
الأصدقاء الذين نختلف ونختصم لكن هذا
الخصام والغضب لا تتجاوز مدته سويعات
وربما لحظات ..
الأصدقاء الذين إذا جارت علينا الأيام كانوا
أول من يقف بجانبنا ..
وإذا انكسرنا كانوا أول من يوقفنا ..
الأصدقاء الذين إذا حصل لنــا
ما يفرح كانوا أول من يصفق لنا ..
وإذا سمعوا من يتحدث فينا كانوا
أول من يدافع عنا ..
الأصدقاء الذين قد يتركون الضرر
لأنفسهم من أجل مساعدتنا ..
الأصدقاء الذين إذا التقينا كان الضحك
والبهجة والبساطة عنواننا ..
** إن إستشعار الإنسان أن في هذا الكون
كله شخص يحبه ويهتم له ، ومن بين الملايين
من الناس إختاره رفيقاً لحياته ..
شخص إذا تحدث معه كأنه يتحدث مع نفسه.
لا يتردد في أن يعرض عليه أسراره ..
ولا يجد حرجاً في أن يتحدث معـه
عن مصائبه وأخطاءه ..
لهو شيء عظيم يثبت أن من قال أن وجود
الأصدقاء سعادة قد صدق في قوله وأصاب .
ختامـاً :
لا أجــد من نصيحة أجمل من تلك التي قالها
الراحل الدكتور علي الطنطاوي – رحمه الله –
والتي تقول :
تمسكوا بأحبتكم جيداً ، وعبّروا لهم عن حبكم،
واغفروا زلاتهم، فقد ترحلون أو يرحلون يوماً ..
وفي القَلب لهم حديث وشوق..
واحذروا أن تخيطوا جرآحكم قبل تنظيفها من
الداخل .. [ ناقشوا, برّروا, اشرحوا, اعترفوا ]
فالحياة قصيرة جداً ،
لا تستحقّ الحقد، الحسد ..
والسلام على أرواحكم يامن استخلفكم
المولى في أرضه لتعمروها ..>