إعلامنا الرياضي بعبائة شيخ القبيلة

ثقافة القبيلة مرتكز حياتي طبيعي لوطننا بما إنها التكوين الأساسي له ..

رغم التعليم ورغم الممارسة ورغم الثقافة السائدة ورغم كل ما حدث من تحولات ونقلة رياضية كبيرة سجلت لنا الرصيد التاريخي من المنجزات المحلية والإقليمية والقارية والدولية ..

إلا إنه وللأسف أذهان وثقافة ولغة القوم لازال يتسيدها سيد القوم فأصبحنا ورغم محاولة التطوير نطلق على كل مجلس يتكون سواء لإدارة إتحاد لعبة أو إدارة نادي رياضي أو لجنة بجميع تشكيلاتها وأنواعها وتمثيلها إسم رئيسها أخذا بسلوكنا وتنظيمنا القبلي الذي لا يقر إلا بلغة الشيخ المتمثل في الرجل الواحد صاحب السلطة والكلمة والحكم والقول والفعل ..

وبما إن هذه التكوينات سواء الإتحادات أو الإدارات أو اللجان تقوم على تشريع وصلاحيات ومهام وحقوق ويبنى قرارها على نظام التصويت ويكون نافذا بالأغلبية ..

إلا إن ثقافتنا الإعلامية في الوسط الرياضي رفضت كل هذه التحولات العصرية واستمرت تغذي المفهوم العام بثقافة سلطة الرجل الواحد أي شيخها فتجدهم لا يطلقون على الاتحاد أو إدارة النادي أو اللجنة المسمى الفعلي لها بل تجدهم يطلقون عليه إتحاد زيد بإسم رئيس الإتحاد ، والنادي ادارة عبيد بإسم رئيس النادي ، واللجنة لجنة سعيد بإسم رئيسها .. متجاهلين التمثيل والمهام والحقوق والشراكة لفريق عمل متكامل يمثل هذه التكوينات ليشبعوا ذلك بثقافة العنصرية والكسر لإرادة التحول العصري إلى لغة ونفوذ الرجل الواحد ..

إعلامنا الرياضي يحتاج من ينزع عباءة شيخ القبيلة والثقافة السلطوية والعنصرية في مقام الرجل الواحد التي يرتديها لعلنا نخلق ثقافة تتفق وواقع ممارساتنا التشريعية الحديثة لرياضة الوطن ..

إننا بحاجة ماسة لقائد رياضي يصنع إرادة لهذا التحول تشمل كل شئون الرياضة بما فيها إعلامها الذي لم يعد أهلا لحمل لواء رسالته وفق ما لديه من أدوات وموارد بمجملها لم تعد تسمن ولا تغني من جوع في ظل ما نراه ونعيشه اليوم ..

سنتخلص من ثقافة رياضتنا الغير محمودة متى ما نزعت عباءة الشيخ ومفهوم سلطة الرجل الواحد وتحولنا لبناء ثقافة الحوار واستشعرنا ومارسنا فهم الديموقراطية ومنتجها وفق أدواتها التنظيمية المكتملة ..

الرياضة لغة وثقافة ومفاهيم تحتاج بناء ورعاية ورسالة عامه .

حسن المقصودي
أبها>