تأخرت المرأة السعودية في الخروج إلى مواقعها لأسباب كثيرة نعلمها جميعاً ، ولم تجد طريقها مفروشاً بالورد والسجاد الأحمر ، بل بعد مخاض عسير ، وصراع على جبهات عدة ، مثل المرأة الغربية والعربية وحتى جيراننا في الخليج صارعن من أجل الحياة والبقاء، المرأة السعودية إلى الآن ليس لها جمعية أو هيئة شاملة للمرأة السعودية ، بحكم غياب مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني المنسي والمتناسى ، والتي تعتبر في الدول الأخرى من الموروثات ، وبرغم ذلك هناك من النسوة من سعين إلى تبني التفكير النسائي الجمعي للخروج ببلورة لرؤاهن وأفكارهن لمصلحة المرأة السعودية لكنها خطوات متعثرة غير مرتبة ولا منضبطة ونتائجها إلى الآن ليست مرضية ، بحكم أنه لا يسبر غور المرأة إلا امرأة مثلها ، حتى في الغرب المتهم بالمؤامرة علينا ! ما علينا ، فالتاريخ أثبت ويُـثب أن العرب عباقرة في المؤامرات وحبك الدسائس العربية العربية. وواقعنا الآن خير دليل ! من حق المرأة أن يكون لها جمعيات فاعلة ومدعومة، أسرية واجتماعية واقتصادية وثقافية . حتى يكون هناك عمل مؤسسي ينظم فوضى قائمة قاتمة اللون ، لا يكفي أن تكون في مجلس الشورى فقط ولا أن تكون معلمة أو طبيبة ؛ بل تحتاج المرأة السعودية إلى عمل مؤسسي متكامل من خلاله تجد المرأة العاملة وربة المنزل المعين لها في تدبر شؤونها في حياة ملتهبة ، فلم تعد قضية خروج المرأة وقيادتها للسيارة وممارستها طقوس الحياة الطبيعية مشكلة ــ وإن كنت لا أراها مشكلة بقدر ما هو تمنع مجتمعي ــ بل المشكلة تكمن في غياب المؤسسات التي تنظم وترتب معنى أن تكون المرأة السعودية واعية وناجحة. وفق سياسة ناضجة تخدم المرأة وتحافظ على مصالحها المبعثرة على أرض الواقع الذكوري المتسلط ، نعم هناك جمعيات للمرأة والطفل وغيرها لكنها غير فاعلة كثيراً ولا تخدم النساء بشكل مؤثر ومثري ، للأسف بعض من نالت شرف النجاح المحلي والعربي وحتى العالمي لم تقدم للمرأة السعودية إلا القليل من الدعم والمؤازرة المادية والمعنوية بل آثرن العمل لمصالحهم الشخصية ومن ذلك عضوات مجلس الشورى النسائي اللاتي لم يقدمن إلى الآن الشيء الكبير للمرأة السعودية إلا بعض التوصيات والاقتراحات الروتينية التقليدية الواهنة ، كما هو الحال لأعضاء مجلس الشوري من الرجال ، غير تلك “الهوشات” والصور والاتفاقيات مع دول نائية التي نقرأها ونسمعها من حين لآخر بلا نكهة أو رائحة ! وها نحن نرى بارتياع موجة العنف ضد الأطفال والنساء التي تتفطر لها القلوب كمداً ، يدل على أن هناك فجوة بين الوعي الأسري الاجتماعي وبين الجهات التي دورها تثقيف وتوعية المرأة السعودية في كل شبر على أرضنا الطيبة ، إن أي نجاح يتحقق لابد له من مقومات ومنها التنظيم والبيئة وهما عنصران تفتقد لهما المرأة من أجل مصلحة نساء وطني الحبيب .. وهل أحب سواه ؟!
>