صحيفة عسيـر :
قراءة في الفن التشكيلي المعاصر..
البروفيسور أ.د محمد منصور الربيعي
إبراهيم الفاضل ” بيكاسو الجنوب ” كما أطلق عليه عرَّاب الكتابة الجنوبية ” فايع آل مشيرة ” وهو بلا شك ” بيكاسو الجنوب ” إذ أن الناظر في الفن التشكيلي في عسير يجد أن رواده ومبدعين قد تشربوا تقنياته ومدارسه وأسسو منطلقاته ..وإبراهيم فاضل فنان تشكيلي عسيري قدم لوحات ذات أنماط تعبيرية تأديبية لها دلالاتها الفنية وقداتخذ من البيئة العسيرية اداة ومغزى في بعض لوحاته على أنه يناظر بريشته مدارس أخرى غربية مع مزجها بعادات وبيئة وطن الأصالة والحب والجمال أن جماليات لوحاته جعلت منه صاحب فرشاة ذهبية معاصرة يحاكي الجمال العسيري في السراة وتهامة ..
وأن حب المبدع لفنه يجعل منه منجماً فنيا يقدم للمجتمع كل مفيد تماماً كما فعل ” بيكاسو” في لوحاته ومنها لوحته ” امرأة جالسة ” عام1955م أو لوحة ” الغجري النائم ” للفنان ” روسو “عام 1897م والفنان سبنسر ولكن الفنان إبراهيم فاضل ينظم إلى مدرسة “بيكاسو” فهو إليه أقرب تأثراً وحرفية وتعبيراً ويمتاز الفنان التشكيلي ابراهيم فاضل باستقلالية في مدرسة الفن التشكيلي المعاصر أنه اختط له مدرسة مغايرة عن سابقيه من فناني عسير أمثال سعود القحطاني وعبدالله شاهر. وفايع الألمعي والبارقي وغيرهم فهو ينحو في لوحته هذه إلى ترسيخ العادات والتقاليد العربية الأصيلة المنبثقة من التراث العسيري التهامي خاصة مثل الضيافة ومستلزماتها وأهمية إكرام الضيف وتعويد الناشئة عليها مع اصطحاب اللباس التهامي الأصيل ” اللحاف الوزرة والمصنف والسديرية وادوات الزينة كالغرارة من الريحان والخنجر والشفرة “..ولم ينس الفنان إبراهيم التراث العمراني العسيري مصحوباً بكرسي الخشب الصغير المنبر إضافة إلى الوسيلة الإعلامية ” الراديو ” ..!
حقاً إننا أمام لوحة فنية نموذجية جمع فيها الرسام ” بيكاسو الجنوب “-القادم بقوة للمشهد التشكيلي –
دلالات كثيرة وأبعاد فنية حرص على ترسيخها في عيون القادمين إلى تهامة “محايل ”
الجمال والضيافة الحقة .>