لا تعجبوا …..إنه المطر !

أكتب من أبها البهية على وقع زخات المطر ،المطر فى هذه اللحظات ديمة ،وذلك على رأي مهندس الكلمة بدر بن عبدالمحسن عندما يقول :-(قلت المطر قالت من اليوم ديمه***لابه رعد لابرق ماغير هتان ).
أبها اليوم وأمس كانت تحت تأثير منعطف جوي جميل ،استسلمت لسمائها فاغرقتها بوابل من مائها حتى ارتوت شعابها الظامئة للماء ونداوته وطراوته .
لا تعجبوا إنه المطر !
حتى القلوب كانت ظامئة متعطشة للمطر والذي قل ما يخطئ أبها معشوقته وحظيته فى هذا الوقت من العام.
لا تعجبوا إنه المطر !
كالعادة تعطلت الشوارع ،وهرع رجال الدفاع المدني لممارسة حضورهم الشكلي فى هذه المناسبة ،ليس قصورا فيهم ولكن لقصور فى البنية التحتية وعجزها عن احتواء قطر السماء المفاجئ كل عام .
لا تعجبوا انه المطر !
أهالي أبها وخصوصا فى المنسك وما جاورها يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من ردة فعل السماء ،لإنها ببساطة تعني مأساة تلوح فى الافق .
لا تعجبوا إنه المطر !
قلت المنسك وماجاورها وأقول أيضا أن المقيمين خارجها يراعون توافق التوقيت مما يعني أنهم معرضون لمثل ماأصاب أهل هذا الحي المغلوبين على أمرهم .
لا تعجبوا إنه المطر !
بعد المطر وعندما تتجول فى هذا الحي أو تطل عليه من الجهة الغربية المقابلة تشعر أنك أمام صحن من الفروقة -والفروقة كما يعرفها الطيبون طبق مكون من البر واللبن يقدم للمريض فى نقاهته ليصلب ويشتد عوده – فالسيارات مطمورة فى الوحل والشوارع اصبحت أثرا بعد عين والناس تئن من الشكوى وتطلب من الله الفرج.
لا تعجبوا إنه المطر !
أما المجلس البلدي فيتوارى خجلا خلف مواقفه الضعيفه ،ولحفظ ماء الوجه يعلن قطع علاقته بالمطر واعتباره عدوا أول للبنية التحتية وشواهدها المضيئة !.
لا تعجبوا….. إنه المطر !
لا يكتفي المطر بتعرية المشروعات والطرق فمساحة تأثيره تتخطى كل ذلك لتكشف مكنون بعض القلوب وما تغرفه السنتها من حقد وحسد وضغينة ،فحديث عهد بادارة قطاع مهم وكبير ،لم يكمل سنته الأولى ومع اول قطرات المطر هب المستترون خلف ضمائرهم المريضة للنيل منه ومن امثاله ،فمن قائل اخطاءه فضحها المطر ،ومبانيه كشفها المطر ،بل وصل الأمر بالبعض لإعتبار هذا عقوبة من الله له دون سواه .
لا تعجبوا إنه المطر !
إنه المطر فكما يكشف عوار البنى التحتية فبالمثل يكشف ماكان حديث نفس أو داخل غرف مظلمة ليصبح حديثا فى العلن يغلف بالوطنية والمصلحة العامة ….آه من المصلحة العامة وسدنتها !
لا تعجبوا إنه المطر !
أخيرا …..يفرح الرعاة والفلاحون والمخطؤون بالمطر ، وخصوصا الأخيرون ممن كانوا متنا لوسائل التواصل الاجتماعي، كطبيب طماع مبتدأ صادر حياة انسان طمعا فى سبق اعلامي وحضور مسرحي ،او سارق مال عام فضحته الصدفه ووثقته الكاميره امام الاشهاد ليتداوله الناشطون والكسالى خبرا وسبقا وقضية، ليأتي السيد مطر فيجب حضورهم ويطمر زللهم ويرسلهم بعيدا الى دوائر النسيان وتحضر الأمانات وجهودها الكلامية المضنية لتصبح الحديث والقضية .
لا تعجبوا انه المطر ! .
حالة عشق بين أبها والمطر ،عذولها الأول البنية التحتية والتى تحول بين الاثنين لينعما بدفئ التواصل ونعيم القرب ،ولاننسى من اوجد هذه البنية التحتية المتهالكة والتي يثبت السيد مطر أنها بنية شكلية لا أساس لها على الارض، مجرد صور كرتونية متحركة لارقام فلكية صرفت من قبل اناس عرف عنهم انهم رجال التنمية وصناعها،هم بشر مثلنا يأكلون الطعام ويمشون فى الأسواق لكنهم يكرهون المطر .
لا تعجبوا إنه المطر !.

بقلم الأستاذ /علي أحمد المطوع


 >

شاهد أيضاً

“الطب بالعربية ترف أم ضرورة؟ ”  .. محاضرة في جمعية أدباء

صحيفة عسير ـ يحيى مشافي  بحضور صاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن محمد بن جلوي آل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com