ناصر آل عثمان
معضلة التغيير أنه غالباً لا ينسجم مع الماضي وقد ينسجم إذا وافق الهوى أو المصلحة إن جاز التعبير .. والحقيقة أن التغيير هذا طبْعُه الذي نعرفه جميعاً وهو في عِراكٍ دائم مع هذا النص: (الإنسان عدو ما يجهل) وهذا الإنسان هنا هو ذاك المنفعل بدافع الحظوظ الشخصية المحضة أو الجهل المطلق وعدم الرغبة في زرع بذور التجديد وكلاهما في نفس الطريق الذي يصطدم في نهايته بالمصلحة العامة والنهضة والتطور الذي يخدم الإنسان حتى لو كان كل هذا على حساب الماضي.
أقول والحديث يتصل عن التغيير ، يقولون فيما مضى: ( اترك الخبز للخباز حتى لو أكل نصفه) يعني اترك الهندسة للمهندس والطب للطبيب والخبز للخباز وطريق النماص العام للبلدية لكن أصدقاء الجهل وأعداء التغيير بالفطرة المؤمنون بالماضي فقط لا يقتنعون حتى وإن قلنا لهم بلسان الماضي ( اترك الخبز للخباز حتى لو أكل نصفه) إنها مشكلتكم (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) !! اتركوا مشاريع التنمية يا مَن تجهلونها لأهل الاختصاص.
محافظة النماص تشهد هذه الأيام معركة التغيير، وتاريخ المحافظة يُدوِّن الآن كل شيء .. حتى تلك الأختام التي عارضت التنمية بقصد أو بغير قصد, (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) .. ما دوافعهم؟! ماذا يريدون بأبناء اليوم؟! الله أعلم بنواياهم لكنهم دخلوا دوائر الاستفهام أمام أبناء الجيل الحاضر.
إن اليقين كل اليقين أن الهوى لا يأخذ بالعقول إلى الصواب ولا يجنح بالقلوب إلى السِلم ولا يحرر الإنسان المتعصب للجهل إلى الاستسلام إلى البراهين والحق.
أختم فأقول: الرجوع عن الضلالة فضيلة والتمادي في الهوى " فشيلة".
>