صحيفة عسيـــــر :
أقامت ديوانية اللجنة الإجتماعية بأحد رفيدة أمسية شعرية بعنوان ” سيرة وطن وتنمية مجتمع ” للشاعر / غانم بن خلف الصبيخان العبيدي
والتي بدأ بمقدمة من رئيس اللجنة الإجتماعية الأستاذ عبدالرحمن بن مقبل والذي بدأها بحمد الله ثم الثناء عليه وقيمة الشعر عند العرب وشكر عريس الأمسية الشاعر غانم بن خلف الصبيخان العبيدي ومقدم الأمسية الدكتور محمد بن علي درع وكل الحاضرين ..
ثم كانت الأمسية الشعرية والتي بدأت بمقدمة للدكتور / محمد بن علي بن درع والتي قال فيها :
*= مساؤنا الأربعاء يختلف عن كل المساءات مساء زاهي أنيق توهج بعبق الإبداع , مساء صاف كرقة النسيم ناعم كملمس الماء ضاح كطلعة الشمس , مساء تراقصت نجومه وتلاحمت غيومه وتناغمت نغومه وتبارت نظومه , ليلة عذراء تعانقت فيها الثريا بالثرى وصارت الأرض أذن السما , فلله درك من ليلة رفافة على الحب خبأت في قلبك سر الربيع .
*= الشعر إحساس ناطق تعبير صادق وأمين عن خلجات النفوس واهتزازاتها وذبذباتها يلامس شغاف القلوب ويهز أوتارها .
يحتال على رجة النفوس بألفاظه ووزنه وإدارة معانيه وطريقة تأديتها إلى النفس , وتأليف مادة الشعور تأليفاً مسبوكاً منسجماً لا يقع فيه تفاوت ولا اختلال ولا يُحمل عليه تعسف ولا استكراه , فإذا تمّ له ذلك كان أسمى شعر إنساني يغمرك بالطرب ويُهزك من أعماق النفس ويُورد عليك نفحة الروح .
*= وشعرنا العربي الأصيل شعر ذاتي يمثل صاحبه وأهواءه ويصور نفسية الفرد وما يختلجه من عواطف وأحاسيس , فالذات مبعث الشعر في كل تجربة شعرية .
*= وأشواق النفس هي مادة الأدب فليس يكون أدبا إلا إذا وضع المعنى في الحياة التي ليس لها معنى أو كان متصلاً بسرّ هذه الحياة فيكشف عنه أو يؤمئ إليه من قريب .
*= والشاعر هو الإنسان الكوني وغيره هو الإنسان فقط يدلّه الجمال على نفسه ليدل غيره عليه , وبذلك زيد على معناه معنى أو أضيف إليه في إحساسه قوة إنشاء الإحساس في غيره فأساس عمله دائما أن يزيد على كل فكرة صورة لها ويزيد على كل صورة فكرة فيها فهو يبدع المعاني للأشكال الجامدة فيوجد فيها الحياة فيها ويبدع الأشكال للمعاني المجردة فيوجدها في الحياة فكأنه خُلق ليتلقى الحقيقة ويعطيها للناس ويزيدهم فيها الشعور بجماله الفني .
*= وما سمّي الشاعر شاعراً إلا لأنه يشعر بما لا يشعر به غيره فإذا لم يكن عند الشاعر توليد معنى ولا اختراعه أو استطراف لفظ وابتداعه أو زيادة فيما أجحف فيه غيره من المعاني أو نقص مما أطاله سواه من الألفاظ أو صرف معنى إلى وجه عن وجه آخر كان اسم الشاعر عليه مجازاً لا حقيقة ولم يكن له إلا فضل الوزن .
*= والشاعر السامي ينشئ الأمة إنشاء سامياً يدفعها إلى المعاني دفعاً , يردها عن سفاسف الحياة يوجهها بدقة الإبرة المغناطيسية إلى الآفاق الواسعة , يملأ سرائرها يقيناً , ونفوسها حزماً وأبصارها نظراً وعقولها حكمة وينفذ بها من مظاهر الكون إلى أسرار الألوهية .
*= لذة الشعر آتية من جمال أسلوب الشاعر وبلاغة معانيه وتناوله الكون والحياة بالأساليب الشعرية التي في النفس فإذا لم يستطع الشاعر أن يأتي في نظمه بالرّوي المونق والنسيج المتلائم والحبك المستوي والمعاني الجيدة ورأيته يأتي بالشعر الجافي والغليظ الوحشي والسقيم الردي فاعلم أنه رجل قد باعده الله من الشعر وابتلاه مع ذلك بزيغ الطبيعة وسرف التقليد فما يجيء الشعر على لسانه في بيت إلا بعد أن يجيء اللغو على لسانه في مائة بيت أو أكثر أو أقلّ .
أيها الضيوف الكرام /
البهو يملؤه البهاء *** أيعمى العالمون عن الضيا
فأهلا وسهلاً ومرحباً بأبهى الرجال في أبهى مكان
غانم الصبيخان /
أيها الغيث حيّ أهلاً *** بمغداك وعند السرى وحين تؤوب
رحبوا معي جميعاً بقمر الدجى الزاهي وشمس الضحى الساطعة ونسمة الليل الصافية في ليلة الإبداع عبر سماء الشعر …
وأخذنا الشاعر غانم الصبيخان في رحلة فكره الحالم نحو قصائده الحسان لتكون أولى قصائده الترحيبية والتي عانقت المساء حباً ووفاء قائلاً :
سلام حار من الشمالي يصافح جبال الجنوب
يصافح رجال الكرامة والشهامة في عسير
مرحبا مليون صافين النوايا والقلوب
مرحبا ومية هلا من الصف الأول للأخير
أتشرف بالحضور اللي لفو من كل صوب
بأمسية بأرض الجنوب تفوح ريحان وعبير
صلاة الله على الهادي محمد
وتسليما نسلم ما حيينا
ثم أستمال قلوب وعقول الحاضرين بقصيدته ” سيرة وطن ” وملاحم القائد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ..ومن ثم كانت قصيدته ” عاصفة الحزم ” التي أذهلت كل العالم يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه ..
ثم قصيدته ” العنف ” التي حملت هم القضايا الإجتماعية ثم قصيدته “الغربة بقلم شاعر ” والتي روَض الغربة كي تكون مشاركة له في ظروفه وأحلامه وأمنياته وأشواقه ..لينتقل لقصيدته ” الرجال وأشباه الرجال ” وهي التي لامست الكثير من الشهامة والرجولة والنخوة والصداقة والوفاء ..لتأتي قصيدته ” حظ وبخت ” والتي منحت كل المستمتعين جرعة النية الطيبة والتي قد تكون سبباً في الحظ والنصيب ثم كانت قصيدة ” سيرة وطن وتنمية مجتمع ” وهي القصيدة المهداة من الشاعر الصبيخان للجنة الإجتماعية بأحد رفيدة وقد كانت في مجسم ملكي والتي فاجأ بها الجميع
ثم عاد لإنسانية والدنا خادم الحرمين الملك سلمان الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه عبر قصيدته ” حملة الملك سلمان لإغاثة سوريا ”
وقبل ختام الأمسية كان للدكتور محمد بن درع وقفة أدبية ساحرة مع ” أحد رفيدة التي عشقتها ” والتي تغزَل في مدينته والبسها ثوب العروس في ليلة زفافها ..
وفي الختام القى الشاعر الصبيخان قصيدته الرائعة ذات المعاني الكبيرة والتآلف اللفظي
” يا عزوتي يا هلي ” والتي رلاقت إستحسان الحاضرين .
ثم كانت المداخلات والتي كان أبرزها مداخلة الأستاذ حسن بن سعيد أبو نخاع
رئيس فرقة شهران سابقاً للفنون الشعبية والذي تحدث قائلاً :
” لقد تشرفت حضور أمسية الأستاذ الشاعر غانم الصبيخان والذي في الحقيقة امتعنا بقريحتة الشعرية الجميلة وكان مميز في الإلقاء واختيار الأبيات الشعرية المميزة وقد استمتعت انا والحضور الكرام بذه الأمسية الجميلة واتمنى ان يتكرر هذا التواصل الجميل مع تمنياتي لشاعر مزيد التقدم والازدهار ” .
وكانت المداخلة الثانية
من الأستاذ : محمد فايز الشهراني من محافظة الخميس
رئيس وحدة العلاقات العامة والمنسق الإعلامي للأعلام التربوي بمكتب التعليم بخميس مشيط
وأمين عام نادي ضمك الرياضي – سابقاً
والتي تحدث قائلاً :
“رأيت الإبداع والتميز والثقة وحسن الأختيار وبراعة الإلقاء على مسرح كلية التقنية بأحد رفيدة في أمسية سيرة وطن وتنمية مجتمع ، وقد تمكن الشاعر من الدخول إلى قلوب الجمهور وبادله الجمهور بالمشاعر والدليل تفاعل الجمهور مع جميع القصائد وخصوصا العرضة و ردد الجميع يا جنوب العز من قدك وقدي
وتشرفت بالحضور رغم ظرفي الخاص ومرافقتي لابنتي بالمستشفى تلك الليلة ولكن احتراما وتلبية للدعوة لمكانة الشاعر في نفوسنا وقد كانت أمسية رائعة أبدع فيها فارس الأمسية ، وقدم ما لم يقدمه في أمسيتين ثقافيتين بالخميس .
وشكر خاص للمنظمين لهذه الامسية على كرم الضيافه وحسن استقبالهم وسعة صدورهم والشكر موصول للحاضرين وتفاعلهم مع الشاعر غانم بن خلف الصبيخان آل عبيدي ” .
ثم كانت المداخلة الثالثة للكاتب الأستاذ : فايع عسيري والتي تحدث قائلاً :
” كغيمة تحمل معها كل مواسم العشق وسنابل الحب وحبات القمح الصفراء وأغنيات الصباحات المليئة باشتهاءات الجمال وعناق الخيال وخبز أمي ووجه أبي وحكايات الحصاد وأقدام الطفولة ورائحة المطر والعطر والشعر والنثر؛ الليلة في ميلاد القصيدة ..
كنتُ إلى ما قبل الليلة أرى أن الشعر” الشعبي ” ابن للعربية ولكنه متمرداً ولم أعلم بأنه البار بأمه العربية إلا من خلال شاعرنا المذهل الليلة غانم الصبيخان وغير كل فلسفة الشعر فالشكر لشاعرنا على قصائده الرائعة التي جمعت بين الوطنية والإنتماء والإعتزاز بالوطن وحملت الهم الذاتي والجماعي ..
والشكر موصول للدكتور محمد بن علي بن درع على هذه التجليات وهو يمسك بخيوط الأمل نحو مدينته الحالمة ” أحد رفيدة ” ومقدمته الساحرة للأمسية .. والشكر للجندي المجهول دائماً الأستاذ عبد الرحمن بن مقبل على جهده الكبير وعمه الدؤوب على المضيء بمدينته نحو المجد والضوء ..والشكر لكل الحاضرين ” .
وقبل الختام كانت الرؤية التذوقية من الدكتور محمد بن علي درع
والتي لخَصها في عدة نقاط وتحدث قائلاً :
*= كانت ليلة ماتعة قد جردتها يا غانم عن لباسها وكشفت لنا عن محاسنها فكنت كوكباً وهاجاً وكانت نجمة ساطعة توصوصت عيونها وتآلقت زيقة مصابيحها قد عقدت حلقة سمر في دجاها عبر مهرجان السماء الواسع بدءً من الرياض الشماء إلى أبها البهاء كأنهن عذارى تتهادى في موكب العذارى جللتها الظلمات الحنادس .
*= استمعت لبعض مقطوعات الشاعر غانم بن خلف الصبيخان وكان منها : (( قصيدة حملة التبرعات لسوريا , وقصيدة سيرة وطن , وقصيدة نداء أبناء سوريا , وقصيدة الرجال وأشباه الرجال , وقصيدة التضحية , وقصيدة الصديق , وقصيدة عاصفة الحزم , وقصيدة نورة طفلة مقهورة , وقصيدة حنين الشوق , وقصيدة قلبي العليل , وقصيدة معاناة السجين , وقصيدة الابن المحروم , وقصيدة ارتفاع الأسعار , وقصيدة رثاء سليمان الزير , وقصيدة العنف الأسري )) فسرّني ما استمعت إليه , وخرجت منها بتصور كشف لي عن :
*= الشاعر صاحب رسالة وطنية وتربوية وهي رسالة بعيدة عن الأدلجة والتسييس , ويتضح ذلك في قصيدة (( الصديق والعنف الأسري , والابن المحروم , وارتفاع الأسعار , وحملة التبرعات لسوريا , وعاصفة الحزم , والرجال وأشباه الرجال ..))
*= لمست الروح الإنسانية في شعره نحو المستضعفين وذلك من خلال دفاعه عن قضايا أمته ودعوته للسلام , ومعالجة هذه القضايا الساخنة كما في قصيدته : (( حملة التبرعات لسوريا , نداء أبناء سوريا , ومعاناة السجين )) .
*= كان همّ الشاعر هماً جماعياً أشرك فيه أمته سواء أكان ذلك على مستوى الوطن أم على مستوى عالميه العربي والإسلامي كما في : (( عاصفة الحزم , سيرة وطن , ارتفاع الأسعار الابن المحروم , نداء أبناء سوريا )).
*= اتسم شعره بالعفوية والتلقائية والتقريرية والبعد عن التكلف كما في قصيدة (( سيرة وطن , وعاصفة الحزم , ولجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بأحد رفيدة , وارتفاع الأسعار , والرجال وأشباه الرجال )) .
*= سخر شعره لخدمة مجتمعه فجاء فنه خالصاً مصفى لذلك , ولم يحصر فنه للفن العبثي أو السخيف الساقط , ومن هنا نقول لقد وفق في ربط موضوعاته الشعرية بالواقع والمجتمع وهمومه وقضاياه .
*= استحضر الشاعر في قصائده بعض الرموز التاريخية , واستدعاها لتوظيفها توظيفها يسفر عن رؤيته الفنية من مثل : ( عمر بن الخطاب , سلمان بن عبد العزيز , صدام حسين , القدس الشريف , الجولان ) يستنهض بذلك الأمة العربية والإسلامية رجاء استعادة كرامتها وعزتها ..
*= سرت الروح القصصية والخطابية والتقريرية في قصيدته سيرة وطن , وخلت من الصورة الفنية , فهو مسكون بهاجس التقرير وإيصال الرسالة بوضوح .
*= الشاعر يغرف من بحر , وتنثال عليه المعاني انثيالاً ولذا جاءت معاني قصائده شريفة كريمة تارة وسطحية تارة أخرى وذلك بائن لي في قصائده : (( الصديق , العنف الأسري , التنمية الاجتماعية الأهلية بأحد رفيدة , حملة التبرعات لسوريا , الرجال وأشباه الرجال , ارتفاع الأسعار )) ومما لفتني من هذه المعاني : (( الثقة بالرب سبحانه وتعالى , الدعوة إلى التوحيد , التنبيه على الحقد الغربي والرافضي , وغياب الأمة الإسلامية عن واقعها , وغيبوبتها الفكرية والحضارية والثقافية , وتكاسلها عن دورها القيادي المنوط بها , ومناشدة الحكام العرب والمسلمين لمعالجة أوضاع الأمتين الساخنة ))
*= وجاءت ألفاظه سلسة سهلة مأنوسة وذات دلالات موحية تشيع مفردات الحزن في قصائده الوجدانية , استمع له في قصائده : (( حنين الشوق , قلبي العليل , معاناة السجين , نداء أبناء سوريا , الابن المحروم , رثاء سليمان الزير , نورة طفلة مقهورة ))
وترفل قصائده الوطنية في ثوب البهجة والسرور والزهو والحبور أرصدها في قصائده : (( سيرة الوطن , خادم البيتين , عاصفة الحزم ))
*= الشاعر لا يسير على وتيرة واحدة بل يتلاعب بالأساليب فنراها تارة خطابية تقريرية في قصائده ذات الهم الوطني والعربي , وتلامس الصورة الفنية باستحياء قصائده الوجدانية تارة أخرى كما في : (( حنين الشوق , والابن المحروم , قلبي العليل , ورثاء سليمان الزير , ونورة طفلة مقهورة , والتضحية )) .
*= يتكأ الشاعر على تعداد الشخصيات والأزمنة والأمكنة ومرد ذلك إلى شدة معاناته وهمومه وأحزانه نحو أمته ورغبته الملحة في استنهاضها واستعادة كرامتها وعزتها , اقرأ إن شئت قصيدة : (( عاصفة الحزم , وقصيدة سيرة وطن )) .
*= وتظهر لنا عاطفة الشاعر في أثواب متعددة فمرّة عاطفة الإعجاب , ومرة عاطفة الفخر ومرة عاطفة الحزن , ورابعة عاطفة البهجة والسرور , وهي عاطفة صادقة ومستمرة وقوية وثابتة , وقد أحسن توظيف عناصرها ما دعا جماهير الأمسية إلى التفاعل معها والتراقص على أنغامها كما في قوله :
يا جنوب العز من قدك وقدي *** ماضي وحاضر روايتنا مجيده
راية التوحيد في يدك ويدي *** شامخة بالعزم يا أحد رفيده .
*= خلت قصائده الوطنية من الصورة الفنية وقد سبق بيان سبب ذلك , وظهرت جلياً في قصائده الوجدانية وسبب ذلك صدق معاناته ونضوج تجربته , اقرأ إن شئت قصيدة : ( الابن المحروم , حنين الشوق , قلبي العليل , معاناة السجين , رثاء سليمان الزير ..)
*= تغنى الشاعر بقصائده فكان رائعا في حسن الاستهلال ومسك الختام , وعلى كل حال يبقى الذوق الفني هو الحكم والمقياس على الشعر النبطي .
وفي الختام كرَم رئيس اللجنة الإجتماعية بأحد رفيدة الأستاذ عبدالرحمن بن مقبل الشاعر غانم الصبيخان وتم تكريم مركز صوت الوطن الإعلامي
ثم كانت مأدبة العشاء على شرف الشاعر الصبيخان لكل الحاضرين .
>