لسمو رئيس هيئة الرياضة

ظهر الأمس، دشن رئيس هيئة الرياضة، سمو الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز، تلك المنشأة الرائعة لنادي ضمك الرياضي بخميس مشيط، صاحب أقدم ميدالية أولمبية في تاريخ الرياضة السعودية، سموه، بالأمس، وضع نهاية جميلة لجملتنا الدائمة أن (رعاية الشباب)، لم تضف طوبة واحدة إلى القطاع الرياضي والشبابي بهذه المنطقة منذ خمس وثلاثين سنة.
وعلى مأدبة الغداء التي أقامها سمو أمير منطقة عسير، الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، لضيفه وضيفنا الغالي ظهر الأمس، كان الجو مزدحما جدا لا يسمح لي ببث هذه الشوارد إليه فاكتفيت منها بهذه المقالة.
أولاً: أشكر لمقام سمو رئيس هيئة الرياضة سعة الصدر الواسعة التي تفوق حتى قامته العملاقة، هو يعمل في أجواء مشحونة ومتوترة، فلن أبالغ إن قلت إن الإعلام الرياضي مفلوت العقال، ويمارس صخبه بدرجة تفوق مفاهيم حرية التعبير المسؤولة إلى التعصب والميول الصارخ، حفلة هذا الإعلام التي تبدأ من سهرة الحادية عشرة فما بعد تجعل من عبدالله بن مساعد أكثر رئيس جهاز وزاري أو تنفيذي يواجه هذا الطوفان الجارف، ومع هذا أتحدى من يبرهن أن هذا الرجل قد تضايق أو عاتب أو اشتكى، هو يعرف بالضبط حجم المغامرة بقبول مثل هذا المنصب مع هذا الإعلام.
ثانياً: أحسست في الجلسة القصيرة مع سموه بالأمس أنه، ولوحده، ينظر لفلسفة الرياضة بمفاهيم أبعد وأرقى من فهم الإعلام الرياضي نفسه للرياضة، هو ذروة الخُلق، وأيضاً على قدر وافر من التعليم والخبرة، الرياضة صمام أمن وطني ووقود وغذاء يومي لشريحة هائلة من أنساق تكويننا المجتمعي، وكنت سأقول لمقام سموه إن النزاهة والعدالة وشراكة كل الألوان والميول باتت مطلبا لتخفيف هذا الاحتقان الواضح في المنظومة الشبابية، وأظن أن هذا السطر الأخير واضح أمام سموه بما فيه الكفاية، طبيعة الزمن وثورة الاتصال فرضتا علينا اليوم أن يصبح كل فرد بذاته وسيلة إعلامية، ارتفع حجم الوعي وسلاسة انتقال المعلومة إلى الدرجة التي لم يعد فيها بكل وزاراتنا أو هيئاتنا المختلفة مطابخها السرية المغلقة على دائرة صناع القرار بطريقة الأمس التقليدية، وأنا واثق أن سموه لبيب لماح لفك شيفرة هذه الإشارة.
ثالثاً: يعلم سمو الأمير أن مشروع أخيه سمو أمير المنطقة في الأصل هو مشروع شبابي واستثماري في هذا القطاع، وواثق أن سمو رئيس هيئة الرياضة قد لمس هذا من أخيه في زيارة الأمس المشكورة، مثلما أنا على ثقة أن سموه أول الداعمين لهذا المشروع، أبها تستطيع بكل كفاءة أن تصبح عاصمة الرياضة الصيفية العربية، لكن أمامها مشوار طويل من إنشاء البُنى التحتية والفوقية وأيضا اللوجستية المرادفة، ولو أنها استكملتها لكانت هذه الأبهى رافدا جوهريا، ومن البوابة الرياضية، للاقتصاد الوطني والرؤية السعودية القادمة الطموحة، ومع هذا أشعر بالحزن، لأن هذه الأجواء والمناخات الخيالية لم تحظ ولو حتى بمعسكر منتخب أو مباراة شاردة له، وخذ بعد تلك (الحتَّى) عشرات الأمثلة. لا أعتقد أن شخصا آخر غير عبدالله بن مساعد يستطيع أن يضع يده على هذا المنجم المهجور، شاكراً له من الأعماق هديته الكبرى لخميس مشيط بالأمس، وممتنا له سعة الصدر على رمزية هذه الرسالة.

علي الموسى>

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com