رحيل الأديب إبراهيم بن فايع
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، الحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد،
الحمد لله الذي له ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده باجل مسمى، الحمد لله في
السراء والضراء، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى
آلة وصحبه أجمعين …. وبعد.
في مساء يوم الاثنين ٢٧ رجب ١٤٣٨هـ الموافق ٢٤ أبريل ٢٠١٧م رحل عنا الأديب،
المثقف، وأحد رجالات التعليم الأوائل في منطقة عسير، رحل عنا الى جوار ربه
الأستاذ القدير إبراهيم بن محمد بن فايع، والذي آلمنا أشد الألم وأحزننا خبر
وفاته، رحمه الله رحمة الابرار.
وفي البداية أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة الى أبنة الأديب والكاتب
الصحفي محمد بن إبراهيم بن فايع والى جميع أبناء وبنات وأحفاد المرحوم والى
كافة أسرة آل فايع وأرحامهم وأقاربهم، سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع
رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يلهم أهله
وأسرته الصبر والسلوان.
الاستاذ إبراهيم بن فايع، رحمه الله، من مواليد مدينة خميس مشيط، حي الدرب عام
١٣٥٤هـ، وكان من أوائل طلبة المدرسة السعودية الاميرية بخميس مشيط، وعمل وكيل
معلم قبل السبعين هجرية ثم عيّن معلما في عام ١٣٧١هـ، حيث عمل مدرسا ثم وكيلا
ثم مديرا للمدرسة السعودية حتى عام 1385هـ، ثم انتقل الى عمل وظيفة مفتش بوزارة
التجارة و الصناعة في الرياض عام ١٣٨٦هـ، ثم مدقق ومراجع حسابات بفرع الشئون
المالية للقوات المسلحة بالمنطقة الجنوبية، ثم رئيسا لقسم التدقيق و المراجعة،
ثم مساعدا مديرا للفرع المالي للقوات المسلحة في المنطقة الجنوبية حتى عام
١٣٩٨هـ، بعد ذلك تقاعد مبكرا لظروفه. شارك في عدة اعمال تطوعية منها انشاء
الجمعية الخيرية بخميس مشيط واختير عضوا في المجلس التعليمي لدورة كاملة، له من
الابناء ولدان وست من البنات في تخصصات متنوعة.
والحقيقة أن الحديث عن الاستاذ إبراهيم، رحمه الله، حديث ذو شجون ويصعب في هذا
الرثاء المختصر تغطية كل الجوانب العملية والعلمية والفكرية والأدبية عن أبو
محمد، فهو يعتبر مكتبة علمية متنقلة وشاملة للعديد من المعلومات الثقافية
والتعليمية والتاريخية …، كما أنه يمتلك مكتبة علمية كبيرة، أمضى شبابه
وكهولته وشيخوخته في جمعها وتنظيمها والقراءة فيها. وقد حرص على اقتناء الكتب
المتنوعة وبخاصة كتب التراث الإسلامي، والمأمول من أبنه الأديب والكاتب الصحفي
محمد وأخيه وأخواته أن يوثقوا الآثار الأدبية الجميلة لوالدهم الراحل ويخرجونها
للنور.
والأستاذ إبراهيم، رحمه الله، على قدر كبير من حسن الخلق ويفرض احترامه
وتقديره على معارفه واصدقاؤه ومحبيه، وتستحي من هدوئه وصمته، وإذا تكلم تطرب
لحديثه المتدفق الصادق الموثق، ويدهشك بدقة وغزارة معلوماته وطريقة سرده وطيب
لسانه وعفته في الكلام، محب لمجتمعة، وطلابه القدامى وهم يحبونه ويقدرونه
كثيراً. الأستاذ إبراهيم، تأثر تأثيراً كبيراً بمعلمه الأستاذ محمد بن أحمد
أنور، رحمهم الله، فهو دائما يذكره ويذكر صفاته الحسنة وأقواله وسلوكه وطريقته
المثلى في التعليم…. كما كان الأستاذ إبراهيم ذا خط نسخي جميل يأخذ بالألباب
وقد أورد الأستاذ الدكتور / غيثان بن علي بن جريس نماذج منه في كتابه عن
الأستاذ محمد بن أحمد أنور رحمهم الله.
لقد فقدت منطقة عسير الأستاذ والأدب إبراهيم بن فايع، حيث غادر هذه الدنيا
الفانية إلى دار الخلد الباقية، بعد حياة كريمة حافلة بالعلم والادب ولعطاء.
فاللهم يا حي يا قيوم ابدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وأدخله
الجنة بغير حساب ولا عقاب، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار ، اللـهـم عامله
بما انت اهله ولا تعامله بما هو اهله ، اللـهـم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات
عفوا وغفرانا ، اللـهـم إن كان محسناً فزد من حسناته , وإن كان مسيئاً فتجاوز
عن سيئاته ، اللـهـم اّنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته ، اللـهـم انزله
منزلاً مباركا وانت خير المنزلين ، اللـهـم انزل على اهله الصبر والسلوان و
ارضهم بقضائك ، اللـهـم ثبتهم على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة
ويوم يقوم الأشهاد ، اللـهـم صل وسلم وبارك على حبيبنا وسيدنا محمد وعلى اّله
وصحبه وسلم.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
اللواء (م) د. عبد الله بن مشبب بن رحرح الشهراني>