صحيفة عسيــر :
ضمن جهود رابطة العالم الاسلامي في ربط المسلمين بعضهم ببعض وتقوية أواصر الألفة والمحبة بينهم فقد تبنت عدة برامج وزيارات للمراكز الاسلامية في الدول التي يوجد بها مسلمون، وقد تواصلت صحيفتنا بأحد دعاة الرابطة في المملكة المتحدة وبالتحديد في لندن وهو فضيلة الشيخ/ د. حسين بن حسن الفيفي ليحدثنا عن المراكز الاسلامية وحال المسلمين هناك.
يقول فضيلته:
الإسلام دين الفطرة، وهو يهتم ويُعنى بشأن اجتماع المسلمين وتواصلهم وترابطهم، ويعمل على توطيد العلاقات الاجتماعية وزيادة التقارب والتعارف فيما بينهم، يقول عز وجل: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات: 13)
وقد حرصت رابطة العالم الاسلامي على تبني هذه المبادئ وهذه المعاني الجميلة من خلال تواصلها مع المراكز الاسلامية وارسال الدعاة إلى مختلف دول العالم لتعليم المسلمين أمور دينهم ونشر العقيدة الصحيحة وتقوية معاني الألفة والمودة والترابط بين المسلمين، والشعور بالجسد الواحد.
وقد يسر الله لي زيارة عدة مراكز اسلامية في بعض الدول الأوروبية لإقامة بعض الدروس والمحاضرات والخطب.
وهذه الزيارة الأخيرة كانت للمراكز الاسلامية في لندن وبفضل من الله سبحانه تم افتتاح مركز قباء الاسلامي في غرب لندن في بداية هذا الشهر الكريم وقد كلف ما يقارب مليون وسبعمائة جنيه استرليني، وأكثر من يؤمه ويصلي فيه من الجالية الصومالية ولديهم اهتمام كبير بتعليم اللغة العربية في المركز وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، والمسجد يتسع لأكثر من الف وخمسائة مصلي.
وقد بلغ عدد المساجد في بريطانيا أكثر من ١٥٠٠ مسجد وفي لندن أكثر من ستمائة مسجد، يجتمع فيها المسلمون لأداء شعائرهم الدينية من الصلاة والمحاضرات والدروس وتعليم اللغة العربية، وبعض هذه المراكز والجمعيات تقوم بطباعة الكتب الاسلامية والمنشورات الاسلامية للتعريف بالإسلام ويقوم المحتسبون بتوزيعها على الناس في الاماكن العامة، وقد نفع الله بها، وأسلم بسببها وبجهود الدعاة الكثير بعد توفيق الله وفضله، وهذا الهيئات والجمعيات والمراكز يرتادها المسلمون من جميع الجنسيات، وقد رأيت بينهم من التعاون والتكاتف والألفة والمحبة ما يفوق الوصف.
ويعود العدد الكبير للمساجد في بريطانيا بشكل عام وفي لندن خصوصاً الى كثرة الهجرة من قبل المسلمين من عدة دول إسلامية لأسباب لا تخفى كالفقر والحروب ولسهولة الحصول على ترخيص لبناء المساجد مقارنة بالدول الأخرى، وقد قام المسلمون بشراء بعض الكنائس وتحويلها إلى مساجد.
وأكثر ذلك بجهود فردية وتعاون من المحسنين وفاعلي الخير.
والمسلمون في بريطانيا يتمتعون بحرية المعتقد ويقيمون شعائرهم الدينية كالأعياد وغيرها حتى في الأماكن العامة، فصلاة العيد مثلاً تقام في الحدائق الكبيرة بعد التنسيق مع الجهات المختصة، والاسلام يعد ثاني ديانة في بريطانيا، وبفضل من الله سبحانه فالاسلام في بريطانيا وجميع دول أوروبا في ازدياد والمساجد كذلك، ففي الاسبوع الواحد خصوصاً في هذا الشهر المبارك يسلم العشرات ويدخلون في دين الله.
>