إخْتَلِف بِخُلُقْ

بقلم: ريم آل شراع

إن الانسان ليعيش ويتعايش بين جنسيات وعرقيات وديانات مختلفة عنه ، ولاشك ان هذه الاختلافات تشكل مجموعة شائكة من الاراء والتوجهات المتضاربة بين اراء وتوجهات الاخرين في المجتمع الواحد
ومن المؤكد ان هذه التعارضات تنتج كم هائل من المعلومات والمعرفة المتبادلة بين الاشخاص مما يؤدي الى توسيع المدارك ونشر الوعي والمعرفة.
ولكن ما يقلق ان هناك العديد من الاشخاص يرون هذا الاختلاف ليس الا عائق محض لبياض حقيقتهم ومعرفتهم المطلقة للامور، فتجدهم لا يستمعوا للأراء المضادة بل يبذلوا جهد اصواتهم لتعلوا فوق اصوات اضدادهم بشكل لا ينم على التسامح وتقبل الرأي الاخر !
من منا يريد ان يكتسب صفات الجهلة؟ الذين يزمجروا امام توجهات الاخرين ويصنعوا فجوة بينهم وبين ابناء مجتمعهم او دينهم او حتى انسانيتهم المتبادلة التي يتحتم على كل ابن ادم ان يقف احتراما واجلالاً لها ولا يتجاوز ماهيته البشرية وان يحترم حديث غيره ويستمع اليه ، لا يتوجب على عاقل ان يتصف بصفات قد تضره ولا تنفعه كأن يكون سيء المعشر، صعب المراس، وصاحب العقل المتحجر الذي يتنافر منه البشر لعلمهم انه لا جدوى من حديث يشاركهم فيه ولا قضية يناقشهم فيها ولن يستمع وينصت لقولهم الذي قد يكون صائب! وليس منا من يريد ان تتكون في ذاته مُعضلة تُسيء لمنظره وهندامه وشخصه امام الاخرين .

حينما تتعارض مع شخص لا يجب عليك ان تقتنع وتقنع لرأيه واحكامه ولكن يجب عليك ان تستمع وتقدر لحديثه فذلك يضيف لك ولا يستنقص من رأيك شيء ولو كان ذلك ضد مبادئك ودينك وتربيتك
فكل شخص ولِد في بيئه تختلف عن بيئة غيره وتعرض لظروف مجتمعيه مغايره عن اقرانه بها تكونت وتشكلت شخصيته ومبادئه،

ان الاختلاف ميزة جميلة للذين احسنوا استغلالها في تكديس كم هائل من الاراء والمعلومات في جعبتهم وحتى في الامور التي تتنافى مع تربيتك او شخصيتك او توجهك فإن اكتسابك للمعلومه بحد ذاتها يغنيك ويثري فكرك ومنطقك وتصورك وفهمك للأشياء من حولك
فعلينا ان نعلم:
ان الاختلاف لا يُفسد للود قضية، بل يُغذّي عقولنا التي تكون في حاجة دائمه لكسب المعرفة والعلم .

 >