الدكتور صالح الحمادي
منذ بزوغ فتنة وعد بالفوار 1917 والعرب في بؤرة القلاقل والفتن والتخلف والجهل وزاد الوضع سوءاً بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وقد يصل للأسواء في السنوات السبع العجاف المقبلة.
احتج العرب واستنكروا وشجبوا حتى أصبح عندهم إدانة في هيئة الأمم التي انتقد إنشائها كبارا مفكري العالم ومن ضمنهم انشتاين الذي وصفها بالظالمة والتعسفية ، وتقسموا وتنافروا واختلفوا ولم يتفقوا منذ إنشاء جامعة الدول العربية إلى الأن ، ولم يستفد العرب من قرارات الأمم المتحدة وحتى القرارات التي تصدر لصالحهم أما أن يقتلها فيتو إحدى الدول الخمس التي تتحكم في مصير شعوب الأرض وأما أن يموت بالتجميد تحت الصفر، وجامعتهم تجتمع كثير وجولات أمنائها مكوكية وكلامهم كلام ليل يمحوه النهار، ولم يستفد العرب من هذه الجامعة منذ إنشائها إلى الأن، فهل يستمر العرب في جامعتهم الوهمية؟ وهل يستمر العرب في عصبة الأمم المتحدة الظالمة؟ السؤال الأهم هل يملكون القرار الجماعي ولو مرة واحدة في التاريخ؟
المواطن العربي البسيط في أقصى الخليج أو أطراف المحيط يتمنى لو ينام ويصحوا على قرار عربي جماعي بقطع العلاقات مع جميع دول الغرب والإبقاء على مكاتب بالسفارات لإنجاز العلاقات التجارية والعلمية والطبية فقط دون الانصياع لمبدأ تابع ومتبوع سياسيا، يحلم أن يصدق العرب ولو مرة واحدة في التاريخ بالاتفاق الجماعي على بتر تغلغل إيران في شئونهم الداخلية وقطع العلاقات وإغلاق السفارات مع إيران ويبقى الباب مفتوحا مستقبلا للتواصل في مجالات تجارية وفنية وأدبية ورياضية وثقافية مع حضر الفكر السوداوي والفكر الديني الذي دمر أربع عواصم عربية والحبل على الجرار.
المواطن العربي البسيط يحلم بأن تنكفئ كل دولة عربية على الداخل وتتفرغ لبناء الإنسان والمكان وتكون العلاقات حتى فيما بينها محدودة للغاية لحين إعادة ترتيب الأوراق الداخلية والخارجية وعبور النفق المظلم الذي دخله العرب من أيام وعد بالفور إلى الأن ولا زالوا يتحسسون طريقهم التائه بالتبعية والضعف والوهن ويبحثون عن مخرج من نظرية التحدي والاستجابة التي تعذر العودة لها ببكائيات على اللبن المسكوب فيما تطبق جامعات الغرب وفي مقدمتها جامعة هارفرد هذه النظرية وتستفيد من كل أسبقيات العرب وتفردهم ومميزاتهم.
العرب في مهب الريح وهم شيع ونحل وقلوبهم شتى ، ارتضوا التبعية والعينة وأذناب البقر فسلط الله عليهم من لا يخافه ، العرب في مهب الريح ودفعت الأجيال ثمن اللعبة السياسية الخبيثة ولا زالوا يدفعون ، العرب انقسموا في تبعيتهم بين الشرق والغرب فخرجوا بخفي حنين فمتى يتخلصون من هذه الانهزامية وهذه التبعية وهذه الأوضاع المأساوية؟ متى يتحدون ويبترون خطوط الغدر والخيانة ويدخلون عالم الاستقرار والأمن والعلم والعمل ولو عام واحد فقط؟…. العرب شمعة في مهب الريح العاصف التي لا تبقي ولا تذرُ والحل قطع علاقاتهم السياسية مع الغرب وإيران والانكفاء للداخل إلى حين.>