الكلام أو الصمت

حين يصبح الألم فوق مستوى الكلام، ستلتزم بالصمت.

ستصاب بالبكم، حروف اللغة كلها ستغدو غير قادرة على التعبير عن مكنونات نفسك، ووصف حالتك.
ذاك الألم الفظيع جدا، والكبير جدا جدا حد خيبة الأمل في كل شيء حولك في هذا العالم ، وقتها وبسببه ستتقلص قدرتك على الكلام، حد الخرس.
وسيغدو الجميع في عينيك مخيفين ومرعبين، بشكل لم يسبق لك أن رأيتهم بمثل تلك الصورة من قبل.
حتى نفسك ستجدها قد أصبحت هي الأخرى غريبة عنك كثيرا.
سترغب في الفرار منها وقتها، لأنها لم تعد نفسك التي تعرفها، أو ربما ستحاول التعرف عليها، ولن تستطيع، لأنها قد تغيرت بشكل عجيب ، هادئة، ومستسلمة، وراضية أو على الأقل متقبلة لكل ماتحمله الأيام من مفاجئات.
وهنا ستصبح أحد شيئين:
إما أن تصبح كالأسد الجريح، يكابر ويزمجر وهو ينزف ويتألم بشدة، ويحاول أن يهاجم كل ماحوله دون وعي منه أو تركيز ، وهو في الحقيقة يؤذي بذلك نفسه لا أكثر.
أو أن تصبح كالظبي الجريح، تنكفيء على نفسك، وتختبيء عن الأعين، وتلعق جراحك النازفة بصمت تام.
وفي كلا الحالتين ، لا الكلام تجده شاف ، ولا الصمت كاف.
وهذا سيجعلك تشعر بأنك على وشك أن تجن.
لأن التعبير والكلام سيؤذي قلبك قبل قلوب الغير ، لأنك لا تحب أذية الآخرين وإيلامهم.
ولأن الصمت يشعرك بالإختناق والإحتراق الداخلي .
بعض الألم سيظل يرافقك بصمت لبقية حياتك، وكأنه عادة بغيضة لم تستطع التخلص منها، أو كرفيق ثقيل النفس لا فكاك لك من مرافقته مهما حاولت التملص منه.
وفي كل الأحوال ستظل متأرجحا بين فكرة الكلام، أو الصمت.
عائشة الالمعي” المعية”

>

شاهد أيضاً

انطلاق المعرض الثالث للفنون التشكيلية كروما بجدة

صحيفة عسير _ فاطمة محمد مبارك انطلق اليوم المعرض الفني «كروما» بمشاركة أكثر من 65 …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com