ماذا لو نتعلم لغة الاشارة منذ الابتدائي في مدارسنا الحكومية والاهلية ؟؟

د.بلسم بنت الألمعي

كتبت هذا المقال بعد حضوري دورة دليل اللغة الإشاري والتي كانت على يد المدربة الاستاذة منال آل سرور العسيري ومُساعدتها من الصم الانيقة فاطمة بريـد والتي كانت على مدى اربعة ايام متتالية تحت اشراف اللجنة الاجتماعية النسائية بابها حيث تم حينها شرح أبجديات اللغة من الالف الى الياء بالاشارة في اليوم الاول منهم لنا وانتهت في اخر يوم في تطبيقنا للإشارة الوصفية مننا لهم وتمثيل العواصم والمدن والقبائل والاسماء الشخصية ومختلف الدوائرالحكومية والرموز والالوان حتى اركان الاسلام .. الى اخره في حركة يد او بالاصح (اشارة ) .
تعرفت حينها على اخواتنا الرائعات الصم وعلى لغتهم وكيفية التواصل بين بعضنا البعض ، ثم اكتشفت حينها اننا كنا في منتهى الجهل لعدم معرفتنا لو حتى بالقليل من هذه اللغة او حتى نكلف انفسنا بمعرفة كيفية التواصل معهم !
الشخص الاصم ليس بشخص ناقص ليس بمعاق ! كما يظن جهلنا هو انسان بكامل قدراته الطبيعية مثله مثل السامع اللهم يوجد له لغة خاصة يتحدث بها و حاسة يعتمد عليها في السمع وهي حاسة النظر فهو يسمع بعينه ويتحدث بإشارة يده والسامع يسمع باذنه ويتحدث بلسانه ،، اختلاف توجه الحواس فقط ! كما ان ليس كل اصم ابكم ! فئة البُكم من الصم قليلة جدا .
ولغة الاشارة ليست لغة صعبة في التعلم انما نحتاج معرفة زائد ممارسة مع اهل اللغة نفسها فالعلم بالتعلم والحلم بالتحلم كما انها ليست بجديدة فهي موجودة من قبل 1400 سنة لقوله تعالى (قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ) إلا رمزا هي الاشارة هنا .

سررت كثيرا عندما كنت اقرأ القرارات التي كانت تحت الدراسة ولا زالت تحت الدراسة في دمج الصم او البكم او ضعاف السمع مع السامعين في الدراسة او الوظائف ، ماذا لو يُقرر تدريس لغة الاشارة منذ الصغر لكلا الطرفين السامع والاصم مثلها مثل تعلم أي لغة اجنبية اخرى في مناهجنا ، فالتسهيل بتعلم لغة تواصل بيني وبين اخي الاصم يعيش معي في ارض واحدة اولى من تسهيل تعلم لغة اجنبية قد لا ازور ارضهم الا بعد سنين ..!
مع الاخذ بالاعتبار ان كلا اللغتين ضرورية ولكني اتحدث هنا عن ( الاولوية ) ذلك انه يعد الصُم شريحة كبيرة من المجتمع حوالي 720الف في مختلف مناطق المملكة عدد الصم والبكم ، وكثيرات من منهنّ تتزوج اصم وهي سامعه او احد ابنائها اصم .
الصمم ليس بإعاقة ليس بمرض وراثي ! أي لايشترط اصابة احد الوالدين به قد يكون الاب سامع والام سامعه والابن اصم !
وهو ليست بحالة مريبة هي حالة فقط يحتاج لها ( معرفة ) والتخلص تماما من الجهل ، يحتاج لها دمج الاصم الطفل مع مجتمع الصم منذ الطفولة حتى يكسب لغة الاشارة ودمج مجتمع الصم مع المجتمع السامع وتعليم الطرفين اللغة والتواصل بينهم البين منذ الصغر .

مما يفتح مجال لمجتمع الصم الاستمرار في التعليم الجامعي وعدم توقف احلامهم عند التعليم الثانوي فقط . فينتج بذلك المعلم الاصم والطبيب الاصم والمهندس الاصم والمترجم الاصم لخدمة ورعاية مجتمع الصم بشكل خاص والمجتمع ككل سامع واصم بشكل عام والاستفادة من قدراتهم ومن الاشياء الاخرى التي ميزهم الله بها .>

شاهد أيضاً

انطلاق المعرض الثالث للفنون التشكيلية كروما بجدة

صحيفة عسير _ فاطمة محمد مبارك انطلق اليوم المعرض الفني «كروما» بمشاركة أكثر من 65 …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com