ثلاثُ سنواتٍ مضتْ على تقلُّدِ مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وسدده زِمامَ قيادةِ بلادنا المُباركة ، الحزمُ والعزمُ شعارُها ، والحرب على الفساد هدفُها ، ودحر العدو في الداخل والخارج هو مقامُها ، خُططٌ مباركات ، ومشاريعُ ناجحات.
في وقتٍ كان هناك من يُزايدُ على حُبِّه لبلاده ، وهو في حقيقة الأمر كان سارقاً لخيراتها ، ناهباً لثرواتها ، فأتى طوفان الحزم والعزم مُقْتَلِعًا ومُجْتثًا لمُزَايَدته المُزيفة ، مُثْبتًا الحقوق لأصحابها ، بعد أن كان ذلك المُزايد يَدَّعِي في يومٍ من الأيام القدوة والفضيلة ، وهو في الحقيقة بَنَى نفسه على الزور والكذب والخديعة.
هنا أقول إن بلادنا الكريمة هي من ألحفتنا سماءها ، ورعتنا تربتُها الطاهرة ، وتنفسنا هواءها العَطِر ، فالحمد لله أننا بسلمان الحزم بعد الله واثقون ، وعلى محمد بن سلمانَ مراهنون.
نعم فقد مضت ثلاثُ السنوات متضمنةً خُططًا وإنجازاتٍ ، خرجت لنا برؤيةٍ إستراتيجيةٍ طموحةٍ ومعلنةٍ ، ومشاريعَ عملاقةٍ ، وفق مراقبة دقيقة ومحاسبة مسؤولة ، ومنعطفات تحوليّة تكفُلُ لنا المواصلة والسير بإذن الله.
فمن أعظم مكتسبات رؤية بلادنا الطموحة ، تعزيز أمننا ، ودحر عدونا ، ومحاربة كُلِّ ذي فكرٍ منحرفٍ مُتطرف ، والأخذ بيدِ اقتصادنا إلى مرفأ البر والأمان.
وهنا أُورِدُ مقولة الحكمة والبيان في الخطاب الملكي الكريم لخادم الحرمين الشريفين سدده المولى ، ذي القوة والسلام ، إذ يقول في مَعْرِضِ خطابه الكريم “أنه لا مكان لمُنحلٍ يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يُسْرِ الدين لنشر أهدافه ، وكذلك لا مكان بيننا لمُتطرفٍ يرى الاعتدال انحلالاً ويستغلُّ عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه”، مُدركاً حفظه الله أن الأمة الإسلامية لا تنهضُ ولا تتقدم إلا بالعناية الحقيقية ببناء الشخصية المسلمة المعتدلة ، المُعتمدةُ في بنائها على أصلين عظيمين ، هما الكتاب والسنة ، فلا غرابة فهذا سلمان القوة والمتانة ، والعقل والرجاحة ، الذي جمع بين العقل الأصيل ، والقول الحكيم ، والحزم والعزم المتين.
كما أُشير هنا إلى أن مملكتنا وقفت وِقْفَةً عظيمةً في وجه تلك الأخطار التي تحاول المساس بشؤوننا ، فضربت بيدها وبكُلِّ قوةٍ وصلابةٍ وجه كُلَّ طامعٍ وحاقد ، يريد النيل من استقرار بلادنا ، وفرض هيمنتِه ، وتصدير ثورته ، ونشر تخلفه الأحمق.
ولم تكتفِ بلادنا رعاها الله بذلك ، بل وقفت أمام الفساد وأهله ، والساعين فيه بموقفِ المُدرك بعواقبه الوخيمة ، من زوال الدول ونشر الفوضى ، وهدم البناء والنماء ، وإيقاظ الفتن.
وفي هذه المرحلة المهمة أدركت بلادنا المُباركة أهمية تَنوع مصادر دخلِها وعدم الركون على دخلٍ واحد ، فلِمَ وهناك طرائق عديدة وأمثلة كثيرة على تقدمِ وتميز دولٍ كثيرة ، وليس لها من النفط وموارده نصيب ، بفضل اعتمادها على الاستثمار الحقيقي في الإنسان ، فبه ترقى الأمم ، وتتحق الفضائل والقيم.
مشاهدُ جميلة ، ونجاحات باهرة لبلادنا العظيمة ، نراها واقعاً حقيقياً أمام أعيننا ، عمادها التفاؤل ، وقوامها العطاء والنماء ، فمن خلالها يتحقق بناء الوطن ، وينهض بأجياله ، وتُحفظ ضرورات ديننا الحنيف.
فسر يا خادم الحرمين وولي عهدك الأمين ، وعينُ المولى عز وجل ترعاكما بإذنه جلَّ في علاه.
الاسم / رائد القحطاني
مشرف تربوي – محكم>