يتوقع خبراء أمن المعلومات أن يشهد العام 2018، هجمات إلكترونية شرسة على مستوى العالم؛ وأن هناك هجمات سيصعب إيقافها، تعتمد على برامج خبيثة متطورة، وبعيداً عن توقعات خبراء أمن المعلومات؛ هناك فيروسات أشد فتكاً باستقرار حياتنا بل تعتبر أشد خطورة من تلك الفيروسات الالكترونية لأنها تستهدف هويتنا واستقرارنا الأسري بسبب دخول عالمنا في معترك العولمة والتي اتجهت في شقين متناقضين الأول خدم الإنسانية والآخر حطمها وأعطاها وجهاً مخيفاً؛ هذه الفيروسات هي التي سميتها فيروسات الحياة العصرية والتي اصبحت تنخر جسد مجتمعاتنا المسلمة دون اهتمام بمكافح هذه الفيروسات.
ان خطورة فيروسات الحياة العصرية تكمن في انها تستهدف الاسرة التي هي تشكل اللبنة الأساسية لبناء الأمم والشعوب . وكما نعلم بأن المشروع الأسري الناجح يعتبر بمثابة عمود فقري لبناء حياة سليمة على كافة الصعد والجوانب المجتمعية، بل ان هناك علاقة طرديّة بين نجاح واستقرار المشروع الأسري والمجتمع، تتمثل في كلما زاد الاستقرار الأسري يزيد ذلك من أمن المجتمع ويقلل من المشاكل الناجمة عن التفكك الأسري والمتمثلة في أن الأطفال الذين يعيشون في كنف عائلات يسودها العنف والتوتر وعدم الاستقرار الأسري؛ يميلون إلى العنف الاجتماعي؛ من منطلق أن العنف يولد عنفاً، ممّا ينتج عن ذلك جُملة من المشاكل الاجتماعية الخطيرة المتمثّلة في الاعتداء على الآخرين أو العدوانية، والإقبال على الممنوعات بما فيها المخدرات او الاصابة بحالات نفسية مثل الاكتئاب والحزن والهم أو ما هو أسوء من ذلك والعياذ بالله اللجوء الى الانتحار.
ومن المعروف أن وجود برامج مكافحة الفيروسات في غاية الأهمية لكل مستخدم يمتلك جهاز إلكتروني وذلك للحفاظ على ملفاته ومعلوماته؛ آمنة أثناء تصفح الإنترنت. الا ان فيروسات الحياة العصرية لها مكافح اثبت قوته وصلابته وجدارته على مر العصور والأزمان للقضاء على أي فيروس ؛ وللأسف عالمنا اليوم يجهل قيمته ! الا وهو ذكر الله .
ان القلب الخالي من ذكر الله لا يستطيع ان يستوعب مشاكل الحياة العصرية ولا يستطيع ان يتعامل معها مهما كانت الدرجة العلمية لصاحبه أو مكانته الاجتماعية أو حتى درجة غناه ؛ فالأمر لله سبحانه هو الخالق والعالم بتركيبة خلقه.
ذكر الله تعالى يجعل القلب مطمئناً، فليس أجمل من اطمئنان الإنسان من خلال قربه من الله تعالى وذكره الدائم. قال تعالى في كتابه الكريم : (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
بالله عليكم؛ لو حمينا انفسنا بذكر الله هل سنرى من يعاني من امراض نفسية ومن مشاكل اسرية ومن هموم يومية ؟! ابداً ؛ يقول الله تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)
ويقول الله في الحديث القدسي :
“أنا عند ظنِّ عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم”.
ودي أقول :
مكافح فيروسات الحياة العصرية في 2018 وفي كل زمان ومكان هو ؛
( ذكر الله عز وجل ).>