ازدواجية عقل الانسان               

بقلم – نورة السماعيل :

كل انسان يولد على الفطره ،لذلك فالأطفال هم اكثر تفكرا في خلق الله سبحانه وتعالى ،فإذا سؤلوا عن وجود هذا الكون فهم اسهل تقبلا من الكبار في قدرة الله في خلق كل شئ ، روى البخاري في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ).                                فالرسول صلى الله عليه وسلم قبل ان تتنزل عليه الرسالة كان يجلس في غار حراء يتفكر ويتدبر ويتأمل في هذا الكون العجيب الذي لا يمكن ان تصنعه الأصنام التي يعبدها قريش ، وهو الامي الذي لا يقرأ ولا يكتب ،بل عرف ان يتدبر كما قال تعالى (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30]، فازدواجية عقل الانسان ان لم يتفكر ،ربما يكون عالما ملحد اوطبيبا كافرا اومخترعا مشركا ،فالعقل ربما يكون ذكيا في اعمال دنيوية وغبيا في اعمال دينية بارادته ، وذلك لان عقل الانسان ينقسم الى ثلاثة اجزاء ، الدماغ المتوسط والدماغ الخلفي وهما يتحكمان في الوظائف التلقائية اللاإرادية .                                  اما الدماغ الأمامي فيتكون من عدة فصوص كل فص مسؤل عن وظيفة معينة إرادية يتحكم بها الانسان  .                                     اي ان هذه الفصوص تجعلنا بشرا حيث يتميز الانسان عن المخلوقات الاخرى ، حيث ان الانسان  بفكره يستطيع ان يميز بين الحق والباطل،. اذا فالإنسان بارادته فعل الخير والشر ، فيجب على كل انسان استخدام عقله بالطريقة السليمة التي خلقه الله عليها . لذا ارسل الله الأنبياء ومعهم المعجزات فلم يصدقوهم ،فحاربوهم .كل هذا لينفذوا رغباتهم وأهواءهم .فانتشر الفساد بينهم والظلم .وكانوا لا يفرقون بين الخير والشر ، حيث ان الخير والشر لديهم طباعا حميدة ، فكل الديانات التي نزلت على الأنبياء تدعوا للخير وتمقت الشر ،             وعبادة غير الله واتباع غواية الشيطان حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز على لسان الشيطان                           (قَالَ فَبِعِزَّتك لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ 82سورة ص. فقد تعهد على نفسه ان يغوي بني آدم لينتقم منهم ،لعصيانه لله سبحانه وتعالى لعدم السجود لآدم كما أمره الله سبحانه وتعالى (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ )(76)سورة ص. ولكن الملائكة الكرام طوعا لامر الله سبحانه وتعالى سجدت لآدم .و في العصر الحديث ظهرت مجموعة من العلماء الملحدين أمثال داروين الذي حاول أن يضع “أساساً علمياً” للإلحاد ويثبت أن المخلوقات جاءت نتيجة عمليات تطور بالمصادفة. ونتيجة للإلحاد والقوانين التي وضعها الملحدون حيث شرعوا وادعوا ان الحرية في عمل المنكرات والتي منعها وحرمها الاسلام ،وذلك ليحمي الانسان مما يؤذيه ،  فهذه التشريعات التي وضعوها سببت لهم الفقر لممارسة القمار ،والامراض  لاكلهم الخنازير ،والامراض الجلدية بسبب التعري وغيره .ولو  تفكر هؤلاء الملحدون ان من خلق هذا الكون آله عظيم ،ولا يمكن ان يتكون الخلق بالصدفة كما ادعوا .                           فالمؤمن في الإسلام الذي يُطيع ربه يكون ربانيًّا، وربط القرآن بين النفس الإنسانية، وآفاق الكون نفسه، فهما قرينان في أكثر من موضع، وفي أكثر من آية؛ من مثل قوله تعالى:

﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 20، 21].>