الاعتداء الإجرامي الذي وقع في محافظة الأحساء وراح ضحيته عدد من الأبرياء ثم ما تبعه من أحداث في بريدة وما نتج عنه من استشهاد رجـلي الأمن، كل هـذه الأحداث برهنت لنا علی عدد من الأمور التي يجب أن نقف عندها وقفات تأمل ومراجعة.
أول هذه الأمور يتلخص في أن الإرهاب عدو للوطن بكل فئاته وطوائفه، فالفكر التكفيري الشاذ يستهدف الوطن ومقدراته ومواطنيه دون تفريق، وهو الأمر الذي يدفع المواطنين في هذه البلاد الطاهرة للتوحد دائماً ضد الإرهاب عدوهم وعدو وطنهم وعدو وحدتهم الوطنية. هذه الوحدة الوطنية التي تجلت لنا في أحداث الأحساء، تلك الواحة الوارفة التي استظل بظلالها كل أبنائها سنة وشيعة، طوال قرون مضت، متوحدين تحت راية الوطن الواحد الذي تلتقي عنده كل نقاط الاختلاف. هذه الوحدة التي أغاظت الأعداء فحاولوا محاولة البائس اليائس زعزعتها بعمل جبان ظن فاعله أنه يستطيع به اقتلاع جذور التآلف والتعايش الراسخة في وجدان وتاريخ كل أحسائي، وهو ما لم يحدث لأن ما يربط بين الأحسائيين أكبر من أن يؤثر عليه عمل تحريضي مكشوف تنبعث منه رائحة الغدر والفتنة!
ثاني الدروس المستفادة من هذه الأحداث هو حرص القيادة في هذه البلاد علی حماية أبنائها المواطنين وتوفير الأمن والأمان وإرساء دعائم الاستقرار، وما سرعة نجاح الأجهزة الأمنية في القبض علی المجرمين إلا دليل علی كفاءة الأجهزة الأمنية وتصديها لكل من يهدد امن واستقرار الوطن والمواطنين.
ولعل من الدروس المستفادة أيضاً ما أظهره أهل الاحساء الكرام سنة وشيعة من ترابط وتلاحم وولاء وانتماء لهذا الوطن، تجلی ذلك في موقفهم الوطني الثابت الذي قطع الطريق علی كل المتربصين وأفشل مخططات مثيري الفتنة وهذا هو ديدن أبناء الأحساء وسائر أبناء هذا الوطن المعطاء الذي يبادلونه الحب والود والانتماء.
بلادنا تواجه تجار الدم من دواعش الفكر والفعل وغيرهم من متطرفي الأفكار ومثيري الفتن، لكنها تعتمد بعد توفيق الله، علی أقوى سلاح ألا وهو تلاحم أبنائها وتوحدهم ووقوفهم في وجه كل من يحاول النيل من وحدته أو تفكيك نسيجه الاجتماعي والوطني.
إبراهيم الهلالي
>