إنه الأمير خالد الفيصل، والذي سأنسبه إلى عسير المكان والإنسان.
فهو من ارتبط اسمه بعسير وارتبط اسمها به لما يقارب سبعة وثلاثين عاما.
وهذا الإرتباط لم يكن صوريا ، أو روتينيا، كما هو الحال في مثل هذا المنصب ( أمير منطقة ) .
بمعنى أن ارتباطه بعسير( المكان والإنسان ) ، لم يكن لأداء مهام رسمية كلف بها من لدن قيادة الوطن وحسب.
بل جاء هذا الأمير الإنسان، والشاعر الفنان، لعسير، محملا بالأفكار الطموحة للنهضة بعسير وأهلها، وكان يمتلك من بعد الرؤية، وسعة الأفق، وقوة الإرادة، مايؤهله لتحقيق تلك الأهداف المرجوة، فأداها كواجب عليه ، على أكمل وجه.
لكنه تجاوز في علاقته بعسير وأهلها، حدود العلاقة الرسمية، وبات يرتبط بعسير ارتباطا روحيا ووجدانيا.
عسير بجبالها الشامخة ، وسهولها الممتدة، وبإنسانها ( السروي، و التهامي ) كل أولئك كانوا عناصر سحر لعقل وقلب الأمير/ خالد الفيصل.
حتى موروث عسير الشعبي، عشقه خالد الفيصل، وأتقنه كأي عسيري أصيل، وحينما وقف يلعب الخطوة العسيرية، اخترق قلوب أهالي عسير جميعا، وأشعرهم بمدى التحامه بهم، حد الانخراط فيهم كأي فرد من عسير.
فهو بحس الشاعر المرهف والفنان المبدع، والأمير العربي الأصيل، تناغم مع الإنسان والمكان في عسير، وأحبهم بصدق، ولمسوا هم حبه الصادق لهم فأحبوه حباً خالداً ، كخلود اسمه العظيم.
أخذ خالد الفيصل يعبر عن حبه لعسير، بالعمل الدؤوب طيلة فترة امارته لها،’مماجعلها الوجهة السياحية الأولى في المملكة العربية السعودية ، للمصطافين، والمطلعين على التراث العسيري الفريد والأصيل.
أبناء عسير لمسوا حرصه على النهضة بمنطقتهم، فكانوا له نعم العون والسند في ذلك.
حتى بتنا نرى قصة عشق كبرى كتبت بين الأمير خالد الفيصل ؛ وعسير.
وحينما انتهت فترة امارته لعسير، بكته عسير كلها، جبالها الشماء، وسحابها الكثيف، وأشجارها الوارفة، وانسانها الأصيل المحمل بالقيم والشيم الرفيعة الفطرية.
هو أيضا حزن لفراق عسير وأهلها، لكنه لم يكن إلا فراق الأجساد ليس إلا.
أما روحه فقد ظلت تحلق في سماء عسير، وترتبط بالإنسان العسيري، الذي سكن عقله وقلبه بحب صادق وعميق.
شكرا لقلبك الكبير، ياأمير الشعر والمشاعر، لفتة الوفاء التي أبديتها لعسير وأهلها، وذاك ماعودتهم عليه منذ عرفوك .
وهم بلاشك يبادلونك الحب بحب أعمق ، والوفاء، بوفاء أكبر .
وستظل في قلوب أهالي عسير، مابقيت جبالهم وسهولهم ودمائهم ونبضات قلوبهم.
بقلم/ عائشة عسيري( ألمعية ) .>