منذ قدوم الامير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز لمنطقة عسير عام 1424هـ ، وهو ينظر للمنطقة نظرة المتفحص الحكيم وصاحب الخبرة كيف لا وهو الفارس الذي يدرك بأن دراسة ميدان السباق من أهم عوامل الفوز به ، وبناءً على ذلك حدد سموه الاحتياج منطلقاً من خبرته في العمل الخيري والاجتماعي الذي عُرف به منذ نعومة أظافره وكما تعلّم من والده الملك الصالح رحمه الله ، والذي انطلقت التنمية في عهده فسبقت عصرها ومهّدت لما نحن فيه اليوم فقرر سموه أن المنطقة تفتقر إلى عنصر محايد يضع تصوراً واقعياً متكاملاً عن الوضع الاجتماعي فيها ويحلل مسيرة العمل الخيري ويحدد مدى حاجة المجتمع إلى التنمية المستدامة ، وكان قراره الحكيم بتوكيل الأمر إلى المؤسسة العريقة والتي تميزت بقوة في هذا المجال ألا وهي مؤسسة الملك خالد الخيرية والتي وجهها سموه بالتعاقد مع خبير عربي دولي لإعداد دراسة ميدانية لتحديد الواقع والاحتياجات والتي انطلق منها مشروع تعزيز العمل الاجتماعي التنموي بمنطقة عسير حيث وجه سموه بتسخير كافة الامكانات لانجاح هذا المشروع والذي حقق منذ عامين قفزات ملموسة في كافة الجوانب الاجتماعية وأصبح الكثير في مناطق مختلفة من المملكة يخطب ودّ مؤسسة الملك خالد الخيرية ويطالبونها بنقل التجربة الى مناطق مختلفة أخرى خارج منطقة عسير ، حيث تبنت المؤسسة دعم وتطوير برامج وأنشطة الهيئات المحلية حيث تم توقيع أكثر من اتفاقية منح لمشاريع تستهدف تدريب الهيئات المحلية والشباب من الجنسين وتطوير قدراتهم مما يجعلهم قادرين على الاعتماد على أنفسهم وبناء مستقبلهم وتأهيلهم وتمكينهم اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً لتلبية متطلباتهم ومتطلبات أسرهم ومجتمعهم الذي يعيشون فيه فتنوعت منح المؤسسة لتشمل الجمعيات الخيرية ولجان التنمية الأهلية وتميزت المشاريع التي دعمتها ومنها على سبيل المثال المشروع الأول من نوعه على مستوى المنطقة (( سواعد وطن )) والذي هدف إلى تدريب وتأهيل خمسة عشر فريقاً تطوعياً من الشباب والفتيات في المرحلة الثانوية لنشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع ، واستمر دعم سموه وتوجيهاته بالاسراع في وتيرة تطوير العمل الخيري والتنموي من خلال الاستفادة من الخبرات والتجارب المحلية والعربية والدولية فقامت مؤسسة الملك خالد الخيرية بتسخير إمكاناتها لرعاية وتطوير أعمال المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية بعسير والذي يُسهم في التنسيق بين الجمعيات الخيرية وتعزيز دورها وتطويره ويعمل على نقله من العمل الرعوي الإغاثي إلى العمل الاجتماعي التنموي المستدام .
أيادي سموه البيضاء واضحة للعيان ودور مؤسسة الملك خالد الخيرية بدأت تظهر ثمار الغراس التي تزرعها وقريباً سوف تتحقق تطلعات سموه بأن تكون منطقة عسير مثالاً يُحتذى للتنمية المستدامة في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد، آدام الله على بلادنا نعمة الأمن وجعلها من أوائل الدول في مسيرة العمل الخيري والتنموي ونموذجاً يحتذى .
علي حسن عسيري
>