كثيراً ماعبثت المحسوبيات بالمعاملات والمؤهلات والأموال ..
حتى وصلنا إلى مرحلةٍ مُتقدمة من التعثر في التعليم والصحة والإقتصاد ، لتعثر مرور الحقوق و توظيف الإمكانيات عبر الطرق الطبيعية ..
فتضخّم ملف البطالة ، واحتُكرت كثير من مجالات التجارة والإستثمار ، وتعطّلت عجلة التنمية والإزدهار ..
والأدهى من ذلك أنّ كلّ من يُمارس شيئاً من تلك العرقلة واستغلال الصلاحيات ، أنّهم يُبرّرون أفعالهم وتوجهاتهم بأعذار أقبح من تلك الأفعال ، ويجعلون من مواقع عملهم الحسّاسة سبيلاً لدعم هذه التوجهات ، وكل ذلك مُخالفٌ ومُجرَّم.
إنّ التجاوزات ومايُدعى بالواسطات يهدم ولا يبني ، ويقلل من الجودة والجدّية ، ويدفع بالهشّ من القُدرات إلى الواجهة ، فينشأ البنيان مائلاً قبل اكتماله ، ويُصبح عبئاً وحِملاً على عاتق الدولة ، عكس ماكان يُرجى ويؤمَّل ..
ويوماً بعد آخر تستند قراراتٌ عِدّةٌ على ضعف الخبرات والإمكانيات .. فتتأثر القطاعات والمصالح ، وتُضيّع المدّخرات والميزانيات.
وهذا ماشوهد لسنواتٍ عديدة في مشاريع بعض الجهات مثل الجامعات والمنشآت الصحيّة وخدمات الإسكان .
ونلمس حاليّاً من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين
– حفظهم الله ورعاهم – توجّهاً حازماً وقويّاً لكبح جماح الفساد بكافة أشكاله ، والعزم على مواجهته والقضاء عليه ، وهو ما كان مُنتظراً لإيقاف مخاطره الممتدة والمتشعبّة ، وسيكون لذلك أثرٌ إيجابيٌّ على الوطن وأبناءه المُخلصين بإذن الله ..
علي آل عبود – أبها
عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
>