الزواج سنة من سنن المرسلين
بعقد شرعي وبشروط وأركان وواجبات مشروعة
بين رجل وإمرأة
وهذه سنة الحياة
وأنا هنا لست متحدثاً عن الزواج شروطه وأركانه وواجباته
بل الحديث هنا عن ظاهرة دخيلة على مجتمعنا ضحيتها العريس في ليلة عُرسه
حيثُ تبدأ اول مراحل تلك الظاهرة
عندما يلتقي العريس بعد وجبة العشاء بعدد من اصحابه وأصدقائه وزملاء العمل
في صالة القصر اوفي ساحته يقدمون له التبريكات وبالدعاء بحياة سعيدة
والتقاط عدد من الصور
( سيلفي) او غيرها مع العريس
من باب الذكرى ، وبعضها طُعم يبدونه للعريس لكي يطمئن لأصحابه ورفقاء دربه بأن الأمور طبيعية
ولا يشوبها شائب
والعريس في قمة فرحه وأناقته بل ونشوته وفي حالة زهوٍ تام
مُرتدياً ثوباً ناصع البياض و مُشلحاً
وغترةً وعِقالَ ويفوحُ عطراً وعوداً
ومسكاً وعنبرا
يلتفون حول العريس كلمة من هنا وتعليق من هناك
شد وجذب وداعية ياعريسنا مع السلامة
شكراً لكم على الحضور
ويقومُ العريس بتوديعهم فرداًفردا
ولكن هناك أشياء تُحاكُ وتحبك خيوطها
للعريس من الزملاء واصحاب السيلفي
تعال ياعريس( نحنُ هـنا)
يقومون بتجريده من ملبوساته الخارجية
البشت ، العقال، الغترة، الطاقية ،
ولم يبق عليه إلا الثوب
والذي له دور وحكاية في آخر المرحلة
وهومستسلم يُصابُ بشي من الدهشة والغرابة ، ولا يُحرك ساكناً
نظراً لتجمهر الناس حوله
تجده يتحرك ببطء ، يقسم ابتسامات
استسلام وتودد بأن تُعاد له ملبوساته
زيدٌ يجره من الأمام ، وعمر يشده من الخلف وآخر من اليمين ورابع من اليسار
وتجده مسكين مرة محرج يدور حول نفسه، والضحك والتعليقات عليه من الجميع وأنتم تأكدوا من ذلك المشهد
بعدها يأتي دور اللوحة الفنية
(ثوب العريس ناصعُ البياض )
التي يتم تركين اسماء الزملاء وتوقيعاتهم عليها
بعبارات وجمل وإشارات وفيسات للعريس
وهذه اللوحة هي مابقي من الملبوسات
(. ثــــوب العريس .)
الجميع هنا ينتظرون من يُعلق الجرس
جرد الزملاء والمتجمهرون أقلامهم من اغطيتها
وأخذ كل واحد يكتب ويرسم على ذلك الثوب الذي يحمله جسماً مستسلماً
حتى أصبح ذلك الثوب اشبه بلوحة فنان بجميع الوان الطيف
رسم وخط لعدد من اصحاب ذلك الفن.
والمفيد في ذلك المشهد انك تكتشف عددمن هؤلاء يجيدون الخط والرسم الإملائي بخط جميل ومقرؤ
بعد فترة يتدخل عدد من اهل الرأي والمشورة طالبين من الجميع
التوقف والتقاط الأنفاس ويتم
سحب العريس الى جهة آمنة
حينما تعودُ اليه ملبوساته الواحد بعد الآخر عندها يأخذ نفساً عمييييقاً شهيق وزفير بعدها
ويبدأ في الترجل من جديد
مرتدياً تلك اللوحة بألوانها الزاهية
استعداداً لآخر 50 متراً من السباق
زبدة العلم ونيشانه
سألت أحد هؤلاء الرسامين
لماذا هذا؟ قال مبتسماً ذكرى
قلت له كوشتوا على شخصية العريس
وهندامه، قال لا ماعليك يستاهل
والثوب هل يتم زفافه به ، قال لا
قلت كيف ، قال لديه غيار جاهز
والثوب اللوحة يتم تعليقه في دولاب ملابسه بجوار فستان العروس للذكرى
السؤال ياتُرى
هل ستستمر تلك المشاهد ؟
علماً بأن لها مؤيدون ومعارضون
أم أن هناك مؤشرات أخرى في الطريق
رأيك يهمنا انت شريك لنا.
بل بعضنا يكمل نصفنا
ظافر عايض سعدان
الطائف>