بِقلم : حنان أحمديني
أتساءل حقيقة لا مجاز أما زلت حيا؟
في أول أيام عشر ذي الحجة لعام 1439 ه أمسكت بهاتفي وبدأت كعادتي في قضاء شيء من الوقت في مشاهدة اليوتيوب ، كان من ضمن المقاطع المقترحة التي ظهرت لي “الدكتورة سعاد الفهيد تتحدث عن أخيها فهد الفهيد” لم أكن أعرف سعاد ولا فهد لكن شيء ما دعاني لأفتح المقطع ، فتحته إذا بالشقيقة الموجوعة تتحدث عن شقيقها الذي تعرض لحادث سير ، سمعت في حديثها أسى أذاب أحرفها فصمتت.
شعرت بأن هذا الإنسان له شأن، ذهبت لتويتر أريد أن أعرف عنه أكثر ، والله ذهلني ما رأيت ، أكثر من وسم “هاشتاق” كلها تتحدث عنه ، وعن عظيم صنعه وتدعوا له بالشفاء.
في اليوم الثاني ليلا سألتني أختي: حنان هل تعرفين فهد الفهيد؟ قلت لها بالأمس عرفت عنه شفاه الله ، قالت بل رحمه الله.
قد مات(! أرحل؟ ، لا إله إلا الله، لا يبقى سوى وجهك سبحانك لا شريك لك.
قرأت عنه أكثر بحثت عنه أكثر والله لا أعلم وفاة شخص قد تركت فّيَ كما تركت فّيَ وفاة هذا الناجح ، المؤثر ، الصادق ، الراحل “فهد الفهيد”.
نتساءل لماذا ترك هذا الإنسان أثر عجيبًا في نفوس الألوف من البشر؟
أثارني هذا السؤال كثيرًا تأملت بعد بحث مكثف عن مآثره فوجدت ويا عجبي مما وجدت ً كان معطاء باسما محبًا للخير ومحبًا للغير أمضى عمره القصير في بذل المعروف للصغير والكبير.
حين عاد من لندن أراد فعلاً أن يأخذ أحلا ثمار علمه التي جناها ويهديها لوطنه وأمته.
ألف كتاب ذاتك علامة تجارية جمع فيه ما بين نظرية التسويق وتطوير الذات فأخرج لنا نظرية تسويق الذات لا أعلم لها سابقة.
قدم العديد من الدورات التدريبية ، أحسن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ، فكان لا يقول فيها إلا ما ينفع.
كان لا يطيل في حديثه لكنه إذا تحدث أفاد ، وإذا اختصر أجاد.
كان مؤثرا لأنه كان صادقًا ومطبقًا لما يقول.
علمني الكثير رحيله ، وعلمني أكثر أثره وما زلت أتعلم منه.
فهد الفهيد ليس معجزة لكنه خطط لحياته ونفذ ما خطط له ، عَلِم ماذا كان يريد أن يفعل في هذا العمر القصير فوصل لغايته.
سنرحل كما رحل ورحل الكثير من قبله ، لكن بحق هل سنترك خلفنا أثر كما ترك هو والكثير من قبله؟
أن صدقنا وعملنا أعتقد أننا سنترك كما تركوا.
لدي الكثير لأقوله لكن خير الكلام ما قل ودل.
رحمك الله يا فهد الفهيد وبارك لك في أثرك ، ووفقنا ربي لعمل يحبه ويرضى به عنا.>