لا تكاد تخلو هواتفنا من أحد برامج التواصل الاجتماعي او أكثر .
عالم مليئ بالتطبيقات المتنوعه تعج بها هواتفنا , فتارة نغرد هنا وتارة نرسل هناك وتارة أخرى نتصفح ذاك كل العالم بين يدينا نتعامل مع عقليات متعددة ومع أفكار متشعبة ومع اناس نعرفهم وأخرون لا نعرفهم كل ما نريد الأطلاع عليه متوفر بأجهزتنا .
_لكن هنا يجب إن نتوقف قليلأ لنعرف لنفكر لنسأل أنفسنا ماذا أستفدنا من كل هذه البرامج وبماذا أفدنا هذا العالم الأفتراضي ، ماهي الأيجابيات التي منحتنا إياها وماهي السلبيات التي صدرتها لنا.
فمعا توفر المعلومات التي نحتاجها بشكل يومي نستطيع أن نجد ما نبحث عنه دون عناء البحث المتواصل والمرهق فقد تتعدد الاراء حول كل مسالة يتم نقاشها بأساليب شيقه وآراء مقنعه ولكننا نصطدم بالمقابل بالكثير من الآراء السلبية والكثير من المعلومات المغلوطة والأفكار المعقدة أو السطحية مما يتوجب علينا التمهل تجاه كل ما نتصفحه ونتشاركه ونبحث عنه في هذه البرامج ،
_فما يقلقنا حقا هو قضاء جل وقتنا ونحن نتجول بينها دون فائدة ترجى منها ، غير إنها ساهمت بأبتعادنا عن محيطنا الإجتماعي بانتقالنا الى محيطها الافتراضي ، وبأنسياقنا خلف تفاهات الثرثرات والمشاحنات والتعرض للأخرين بالسخرية أو بالالفاظ الخادشة للحياء وغيرها من ما نواجهه فيها بشكل يومي فقط لمجرد أختلافنا بالآراء مع مستخدميها فنحول تلك الأختلافات الى معارك بين عقلياتنا و عقلياتهم ومن ثم نبدأ بتصدير طاقاتنا السلبية وسطحية افكارنا وأستخدمنا الخاطئ لها من بعضنا لبعض ، _ فما نلاحظه بشكل ملفت في الآونة الأخيرة أقتحام أطفالنا لهذا العالم دون ادراك منا بخطورة هذا الأمر عليهم وخطورة أستخدامهم لمثل هذه البرامج الغير مناسبة لا لسنهم ولا لحياتهم مع أنعدام مراقبتنا لهم وأغفال جانب الإنتباه لحياتهم من جهتنا.
_ولكن أيضاً من الغير المنطقي أن نغفل تلك النقطة الإيجابية التي منحتنا إياها هذه البرامج بخلقها لنا تلك المساحة الصغيرة التي نستطيع من خلالها ان نعبر عن أفكارنا وآرائنا بسلاسة وعفوية مع أمكانية التواصل مع الأشخاص الأكثر تأثيرا على حياتنا بإيجابياتهم وأفكارهم المحفزة وبناء علاقات أجتماعية قوية من خلالها ،
_أن مواقع التواصل الإجتماعي لا يمكننا التخلي عنها كلياً وأيضاً لا يمكننا إهدار وقتنا ونحن نتنقل بين برامجها بشكل مبالغ فيه ، مما يحتم علينا أعادة ترتيب أولوياتنا وتنظيم حياتنا ومراقبة أستخدام أبنائنا لها والتخلص من محاصرتها لتفاصيل يومنا .
بقلم – صالحة العسيري>