في عام 570 أو 571 .م، حسب ماقدره المؤرخون، أصاب أبرهة الأشرم ( الحبشي )، مايشبه نوبة عتهٍ ، وخالطه سفه ليس بالقليل، وذلك حينما قرر من تلقاء نفسه بناء كعبةٍ في اليمن وجعلها قبلة الحجاج بدلا من الكعبة المشرفة التي بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام في مكة المكرمة.
وحمله على ذلك التصرف الأرعن، والتفكير الأحمق، الطمع والحسد فحسب.
ولما انتهى من بناء كعبته المزيفة المزعومة، جهز جيشه لهدم الكعبة المشرفة في مكة.
وصلت الأنباء لعبد المطلب، فلم يضطرب، وبقي ثابت الجنان، شامخاً لم ترهبه أخبار الغزو القادم، والوعيد الشديد الذي تناقلته الركبان عن أبرهة وجيشه.
ولما تقابل عبد المطلب وأبرهة، سأله أن يعيد إليه إبله المنهوبة من قبل جيشه الغازي، فسخر منه ، وكان أبرهة يتوقع من عبد المطلب أن يسأل عن البيت- فقال أبرهة لترجمانه: (قل له قد كنت أعجبتني حين رأيتك، ثم زهدت فيك حين كلمتني -يعني: استقل عبد المطلب جداً، حيث أنه يتحدث في مائتي بعير ويترك بيت الله الحرام- أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك، قال: إني أنا رب الإبل وإن للبيت رباً سيمنعه. . فاستكبر أبرهة وقال: ما كان ليمتنع مني. قال: أنت وذاك!.. فردّ أبرهة على عبد المطلب إبله.
ثم عاد عبد المطلب إلى قريش وأخبرهم بما حدث، وأمرهم بالخروج من مكة والبقاء في الجبال المحيطة بها.
ثم بعد هذا الموقف من أهل مكة وتفرقهم في شعاب الجبال وإخلائهم مكة تماماً لأبرهة حتى يدخلها بجيوشه وبفيله، نزلت المعجزة الكبرى، الطيور الأبابيل وهي طيور صغيرة ترمي بحجارة من سجيل، أهلكت جيش أبرهة
وكان عبد المطلب يقول لأهل مكة مطمئناً :
( إن للبيت رباً يحميه)
تذكرت هذه الحادثة عندما أخذ الرئيس الأميركي يهدد ويتوعد بلاد الحرمين، ومقر قبلة المسلمين ، بلاد العز والشموخ، والتأريخ المجيد ، وصاحبة الثقل السياسي والاقتصادي الكبير في العالم ( المملكة العربية السعودية ) .
فملأ اليقين قلبي، كما ملأ قلب كل سعودي وعربي ومسلم _ أن هذه البلاد محمية ومنصورة بإذن الله عبر الزمان .
وأن تلك التصريحات الفارغة الآتية من خلف البحار لن تتجاوز مكانها وسياقها الآني الذي قيلت فيه .
فهذه البلاد لها رب يحميها، ثم قيادة حازمة شجاعة، وشعب مخلص وفدائي، لن يتوانى أحد منهم عن الذود عن حياضها ، وحماية حدودها من كل باغٍ معتدٍ .
وكما قيل ( رب ضارةٍ نافعة ) ، فبفضل عنتريات أعدائنا أظهر هذا الشعب وقوفه خلف قيادته الرشيدة، وأدهش ولازال يدهش العالم، ويغيض كل حاقد وحاسد بقوة اللحمة بينه وبين قيادته المسددة الحكيمة.
كذلك ظهرت محبة ومساندة الشعب لقيادته ، في وجه الحملة الإعلامية الشرسة التي تواجهها المملكة ، بعد اختفاء الصحفي السعودي / جمال خاشقجي، في تركيا مؤخرا.
إنه الشعب السعودي الوفي المخلص لقيادته ووطنه ، والذي تحول كل أفراده، بكل عفوية وتلقائية إلى جنودٍ ذابين عن وطنهم كل فرية واتهام باطلٍ، من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
ومما يثلج الصدر، ويكبر به القلب، هو الدعم الرائع من الأشقاء العرب لنا في مواجهة تلك الحملات الإعلامية الممنهجة والمضللة للحقيقة، ودعم المملكة في مواجهة أي تهديدٍ أو تعد، ٍ على سيادتها واستقراها.
وفي النهاية نقول لكل سفيهٍ متطاولٍ على المملكة العربية السعودية ، على رسلك أيها المتعجرف، فقد سبقك أبرهة الحبشي لمثل هذه العنتريات والجنون ونال في النهاية مايستحقه .
وقد جاء البيان السعودي القوي كردٍ واضحٍ من المسؤولين ، يفيض بالعزة والكرامة والقوة، وأوصل رسائل واضحة ومباشرة واستباقية ، لأي تهديداتٍ رعناء تأتينا من هنا أو هناك.
فحذارِ من تهديد بلاد الحرمين الشريفين، حذارِ ، فإن لها رباً يحميها ، ثم رجالا أشاوس يفتدونها بالغالي والنفيس.
بقلم الكاتبة / عائشة عسيري ( رجال المع ) .>