فتح ملك العزم والحزم سلمان بن عبد العزيز أبواب الجنادرية في نسختها الثالثة والثلاثين، واشعل قناديل موروثها، وثقافتها، ومنجزات الوطن السعودي الكبير أمام كل الضيوف، وكل المهتمين بهذا الحدث السنوي الكبير، وبدت الرياض كلها ترفل في ثياب السعادة والأمن والرخاء وهي تستقبل رموز الفكر، والأدب، والإعلام في العالمين العربي والإسلامي.
من منظوري الشخصي كضيف أن هذا المهرجان يحقق عدة مكتسبات ليس للسعودية ككيان إنما على الصعيد الشخصي أجد المجاورين لي في الفندق من أقصى الأرض، ومن مختلف الأطياف، ومختلف الثقافات، وكأننا في ملتقى حضارات ، أجد في بهو الفندق حوارات مفتوحة وعلاقات متنوعة ، وقراءات ممزوجة بالخبرة والصدق والنزاهة، أصافح كل يوم رموز الفكر والإعلام في عالمنا العربي والإسلامي الذين اختاروا قائمة الشرف والنزاهة، والتسامح، والوعي، وقرروا بطوعهم واختيارهم استخدام لغة السلام بين شعوب المنطقة، وسعوا لترسيخ المبادئ، والقيم ، والنقاء، والصفاء عكس ضيوف قناة الفتنة ” قنوات الجزيرة” ، وعكس ضيوف تركيا ، وقطر، وإيران الذين يختارون وبعناية فائقة رموز مشعلي الفتنة في المنطقة العربية، وهواة نشر الضغائن، والكراهية والاحقاد ومع هذا يدًعون التأسلم.
من جنادرية 33 نقول للعالم “هنا السعودية” التي تستضيف دعاة الفضيلة وتنبذ دعاة الرذيلة ، هنا السعودية التي تبحث عن السلام والعدل والتقارب والتلاحم، وتترك البقية يتنافسون من أجل التبعية المقذعة لفرس إيران وعلوج الترك، الذين يسعون لتدمير كل المكتسبات العربية، لتحقيق المخطط الإيراني التركي المكشوف.
من جنادرية 33 “هنا السعودية” التي أنشأت مركز الملك سلمان للإغاثة ، وفتحت أبواب الجنادرية وكل المناسبات السعودية الوطنية لاستضافة الشرفاء وشركاء البناء ومحبي السلام والوئام من أجل غدا مشرق ، “هنا السعودية” التي تصدت للإرهاب والاطماع الإيرانية التركية ، هنا السعودية التي تبني علاقاتها مع الحضارة الإنسانية ، وأهدافها السامية ، وتحاصر داعمي الفتن، ومروجي الحروب في أضيق جزيرة.
استمتعت بأوبريت ” تدلل يا وطن” حتى وأن كانت الجمل الموسيقية مكررة، واتجهت العيون والأذان للفنان الشعبي مزعل فرحان الذي سرق الأضواء من الثنائي محمد عبده وراشد الماجد بتأصيله الموروث الفلكلوري ” العرضة” لا يتفوق عليه فيه أحد، كما وصل عرض الابهار بالليزر ذروته بلوحات خلفية الغت الجدار الرابع تماما وجعلت المشاهد في قلب العمل الفني الكبير.
“هنا السعودية” لذا تجولت في جنادرية 33 وقراها التراثية، وحرفها، وفولكلورها، واستمتعت بكل شيء، لكن المكاسب الحقيقية داخل فندق الإقامة، حيث الاحاديث الودية، والثقافات المتنوعة، ومنابر الفكر على المسرح الراقي والنشاط الثقافي الضخم عبر محاضرات ومداولات ومناقشات إثرائية ممتعة ، وبعدها عندما يأتي المساء تبدأ جلسات السمر مع نماذج فكرية وإعلامية وقيادية تم اختيارها بعناية فائقة……… شكر لكل المخلصين لهذا الوطن الذي يستحق منا ذلك وأكثر.
الدكتور /صالح الحمادي>