صحيفة عسيـر :
- (طُويقُ) *
شعر: أ.د. أبو الطيب محمد بن علي العمري
سُوقي الأعاصيرَ يا غَبراءُ أو قُودي
راسٍ، تَعُودُ رياحُ السُّوءِ خائبةً
راقٍ، يُزاحمُ عِزَّ الشَّمسِ مَنكِبُهُ
رانٍ إلى فوقُ، لا تَنْكَبُّ نَظرتُهُ
فما تنالين يا غبراءُ من جَبَلٍ
شعبٌ من النورِ، مفطورُ الفؤادِ على
نَسلُ النَّبِيَّينِ ما فينا ولا معنا
في موطنٍ لم يزل للمسلمينَ به
بهِ حِمى الحرَمينِ الأشرَفينِ على
في دولةٍ كانت الدُّنيا بمولدها
عهدُ الإمامينِ صانَ الدِّينَ في يدِها
من ذلك الحينِ حتى اليوم ما انحكمت
حتى أناخَت مطاياها مُـجلَّلةً
ظلٌّ بـ(سلمانَ) مدَّ اللهُ وارفَه
يومٌ بهِ قد محا التاريخ ما نقشَت
وراجعَت كلُّ نفسٍ ما يَـحيكُ بها
وقَرَّ مَن كان يرجو من سفاهتِهِ
فإن يكن تحتَ عينِ الشمسِ من بلدٍ
فبـ(السُّعوديةِ) الدنيا تتيهُ كما
ثقيلةُ الساقِ في الميزانِ، عاليةٌ
وإن أتَت كلُّ أرضٍ في الوجودِ بما
أتى سوانا بعيبٍ لا يُعدُّ، وقد
مغمورةٌ في بحارٍ من فضائلِنا
قُمنا نُطهِّره ممَّا جنَت يدُهُ
وبالمحبةِ نأسو جُرحَ إخوتِنا
وقامَ يُلقِي علينا كلَّ موعظةٍ
ولو تمكنَ من ذي الأرضِ ما تركَت
يا أبرأ الناسِ من إفكٍ رُميتَ به
ضاقوا بوَحدةِ شعبٍ لا انثلامَ لها
برؤيةٍ تَـخرقُ الآفاقَ سِرتَ بها
بهمَّةٍ هِجتَ أحلامَ الشبابِ بها
بهبَّةٍ فُجِعَت نارُ المجوسِ بها
ضاقوا وقد ردَّدوا الأبصار في أفقٍ
فاشدد يمينك لا كلَّت عزائمُها
يأتونَ (سلمانَ) إن أوما بحاجبهِ
(طُويقُ) باقٍ بقاءَ البِيضِ والسُّودِ
عن راسخٍ منهُ في الأعماقِ مشدودِ
ورأسُه في شُموخٍ غيرِ محدودِ
في قاعِ مستنقعٍ أو قَعرِ أُخدودِ
سامٍ من السَّبعِ حتى السَّبعِ مَـمدُودِ؟
عهدٍ من الحُبِّ والإخلاصِ معقودِ
إلا حفيدٌ لـ(إسماعيلَ) أو (هودِ)
(فُلكُ النجاةِ) من الطُّوفانِ، و(الجودي)
هُدى الذي فاقَ حمدًا كلَّ محمودِ
كعَاقرٍ آنَسَت بُشرى بمولودِ
في مشهدٍ من عُلا الإسلامِ مشهودِ
إلا لذي نعمةٍ في المجدِ محسودِ
في ظلِّ عصرٍ نضيدِ الطَّلعِ مخضودِ
في يومِ سعدٍ لدينِ اللهِ موعودِ
أوهامُ أعدائِنا في كلِّ جُلمودِ
من كيدِ نفَّاثةٍ أو غِلِّ مكمودِ
أن يغلبَ الصارمَ البتَّارَ بالعُـــودِ
سادَ البلادَ بفضلٍ غيرِ مجحودِ
تاهَت هذيلُ بأمجادِ (ابنِ مسعودِ)
يمينُها فوقَ أيدي الناسِ بالجُودِ
جنَتهُ من خطأ فيها ومنقودِ
جئنا بعيبٍ ببعضِ الكفِّ معدودِ
فريدةٌ قد جنتها كفُّ مفرودِ
بمنهجٍ لكتابِ اللهِ مردودِ
في مأتمٍ بعظيمِ الحُزنِ مورودِ
كذابةٍ: كلُّ سَفَّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاحٍ ونمرودِ؟
أحقادُه في حماها نَفسَ موجودِ
لا لست وحدك في هذا بمقصودِ
وحدِّ سيفٍ على الفُسَّادِ مجرودِ
في مَسلكٍ باتِّقادِ الفكرِ ممهودِ
فأيقظَت من رُؤاهم كلَّ موءودِ
فأخمدَت من لظاها كلَّ موقودِ
عنهم بعزمِك في الأقطارِ مسدودِ
بحُبِّ شعبٍ لما أحببتَ محشودِ
حشدًا كجنِّ سليمانِ بن داوودِ>