دخل ضيوف مهرجان الجنادرية الثالث والثلاثين حالة قلق، وترقب بعد سماعهم بوفاة فقيد السعودية الأمير طلال بن عبد العزيز رحمه الله، ففيما خيمت حالة الصدمة على الوجوه فور سماعهم النباء أثناء وقائع الندوة الأولى والتي كانت تأطير عن المكرمين الثلاثة الدكتور علي بن عبدالله الدفاع والأستاذ عبد الفتاح أبو مدين والدكتورة سمر بنت جابر الحمود ، حتى دخل الضيوف في مهمهة السؤال عن فرصة مقابلة ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومدى تحقيق الحلم في اليوم التالي كما هو البرنامج، وكما هي أمال وتطلعات ورغبات الضيوف خاصة الأشقاء من خارج السعودية، واتسعت دوائر السؤال صبيحة يوم الزيارة فالكل يملك السؤال ولا يملكون الإجابة ، والكل يطرح السؤال سرا أو جهرا وينتظر الجواب بالتخمين والتفاؤل والترقب على طريقة عسى ولعلى.
في قمة الوجع والحزن على مغادرة الأمير طلال بن عبد العزيز صديق الأدب والأدباء ورفيق المثقفين والمحتاجين ومحب العلم والعلماء اتى الجواب من قيادة هذا الوطن المبارك بأن الترتيبات كما هي، ولا يوجد إلغاء للقاء ملك الحزم والعزم ولا تغيير للموعد ، وحتى ونحن في الطريق للديوان الملكي، أستمرت دهشة السؤال على محيا الضيوف ، واستمرت ملامح القلق والفرح تنتاب مشاعر الضيوف، وكانوا أمام الجواب المفصلي عندما دخلوا مبنى الديوان الملكي، ووصلوا درجة اليقين وهي أقوى درجات الإيمان عند اطلالة الملك حفظه الله من براثن الحزن على وفاة شقيقه إلى سعة الصدر وبشاشة الترحيب بالضيوف من خلال كلمته الضافية التي سبقها كلمة للزميل صلاح الدين الحمادي رئيس جمعية الكتاب في تونس الشقيقة، ثم كلمة الوفد التي ألقتها الدكتورة سميرة بنت جابر الحمود كأول امرأة تلقي كلمة الضيوف في حضرة ملك البلاد ورموز الفكر والأدب والإعلام في العالمين العربي والإسلامي.
تصادم مشاعر الحزن على الفقيد وقوة الإيمان بقضائه وقدره، واختلطت كلها مع مشاعر السعادة لمن تشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، وكل من حضر هذه المناسبة التاريخية، وقد خرجت مع الزملاء الدكتور أنور مالك والأخ حسن لروي” أبو عبد العزيز” من الجزائر الشقيق، وقرأت ملامح الرضا والسعادة على على محياهما وعلى ملامح بقية الضيوف وهم يغادرون الديون الملكي بعد ومضة تاريخية ستكون محور تغريداتهم، ومصدر ذكرياتهم الجياشة، ومصدر إلهام لمقالاتهم ورواياتهم اللاحقة.
الخواطر جياشة، والمشاعر متدفقة ، والعزاء بلغ مداه على فقيد السعودية رحمه الله ، والوفاء والتقدير من ملك البلاد لضيوف الجنادرية سجل أعلى درجات الارتياح والسعادة لكل من تشرف بهذا الاستقبال الجميل.
تبقى الجنادرية نافذة يطل منها الشرفاء من بواباتها العريقة، ونوافذها العتيقة، وتبقى السعودية ككيان وطن العرب والمسلمين وملتقى الانقياء ومحبي السلام …. شكرا لضيوف جنادرية 33 على مشاعركم الصادقة ….. البقاء لله.
الدكتور/ صالح الحمادي>