بسم الله الرحمن الرحيم
رحل صاحب القلب الكبير
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، الحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد، الحمد لله الذي له ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده باجل مسمى، الحمد لله في السراء والضراء، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آلة وصحبه أجمعين …. وبعد.
بداية أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى كافة أسرة آل أبو ملحة في وفاة فقيدهم الغالي الشيخ سعد بن عبدالوهاب أبو ملحة، رحمه الله، وأخص بالعزاء إخوانه الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والأستاذ سلطان بن عبدالوهاب، وأخواته وزوجته وأبنائه المقدم عبدالوهاب، والرئد عبدالرحمن وبناته وأحفاده وأرحامه، سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يلهم أهله وأسرته الصبر والسلوان. إنا لله وإنا اليه راجعون.
لقد آلمنا أشد الألم وأحزننا خبر وفاته، رحمه الله، حيث رحل إلى جوار ربه الكريم بمدينة خميس مشيط ظهر يوم الاربعاء 12 ربيع الآخر 1440هـ الموافق 19 ديسمبر 2018م، بسكتة قلبية مفاجئة. لقد غادر هذه الدنيا الفانية إلى دار الخلد الباقية، بعد حياة كريمة حافلة بالعمل والعطاء، قضاها في خدمة الدين ثم المليك والوطن الغالي، حيث خدم، رحمه الله ضابطاً في القوات الجوية، وبعد تقاعده، رحمه الله، اتجه لإعمال الخير. كان، رحمة الله، إنساناً بمعنى الكلمة عطوفاً، رحيماً، حنوناً، اجتماعياً ويتصف بالأخلاق العالية والتواضع، والوفاء، والسخاء، والكرم، والبشاشة، والابتسامة الدائمة، والنبل، واللباقة، والعطف، وتجسيد صلة الرحم، كما كان رحمة الله حمامة مسجد عابداً زاهداً عارفاً بالله تعالى وخائفاً منه.
والشيخ سعد بن عبدالوهاب، رحمه الله، سليل أسرة كريمة لها تاريخها، ومعروفة بمواقفها المشرفة مع المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، أثناء قيامه بتأسيس وتوحيد هذا الكيان الشامخ، المملكة العربية السعودية، فكان لوالده الشيخ عبدالوهاب أبو ملحه السبق مع شيخ شمل قبائل شهران العريضة، الشيخ سعيد بن عبدالعزيز بن مشيط، في دعم ومساندة المؤسس والوقوف معه بكل ولاء وصدق وامانة وإخلاص، رحمهم الله جميعاً.
ولقد قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، طيب الله ثراه، في تسجيل صوتي، (… كل القبائل ما فيها قصور ولكن الشيخ عبدالوهاب أبو ملحة ومعه الشيخ سعيد بن مشيط كان لهما دور كبير في دعم الملك عبدالعزيز وتأييده رحمهم الله جميعاً…).
بفقدان أبو عبدالوهاب، رحمه الله، فقدنا رمزاً من رموز منطقة عسير وشخصاً عزيزاً وغالياً وسوف يبقى حاضراً في قلوبنا وإن غاب عنا، فاللهم يا حي يا قيوم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنة من غير حساب وافسح له في قبره مد بصر، وافرش له من فراش الجنة ، اللهم أنزله منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين، اللهم ألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وأطرح في قلوبهم الطمأنينة، اللهم ثبتهم على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويوم يقوم الأشهاد، اللهم صل وسلم وبارك على حبيبنا وسيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
اللواء (متقاعد) الدكتور/ عبدالله بن مشبب بن رحرح الشهراني>