نقاش مفتوح

بقلم : أ.حصة محمد :

كُنت في ليلة البارحة بصحبة أبي على مدار ساعتان بالتمام او اكثر قليلاً ، في نقاش مفتوح مابين افكار ومعتقدات و وجهات نظر وان كانت متضاربة ، ومستويات متفاوته من نبرات الصوت المختلفة مابين جديةٌ ومُزاح ، وشدة ولين ، ولو لم يغشَى عينّا أبي النعاس لكان للحديث بقية ، وعندما تمنيت لو ان الحديث لم ينقطع بنوم أبي جعلني اتساءل عن سر وجمال هذا النقاش ؟!
و وجدتِ ان هذا يقودني إلى شخصية صاحب النقاش وعلم الشخصيات وهي الكاريزما التي يتمتع بها الطرف الآخر من مهارات التواصل الفعّال ، وعلّ أبرز مهارة حضرت نقاشي بأبي هي “المهارة الحميمية” ويُقصد بها نظرة الطرف الاول للطرف الثاني نظرة إيجابية ، بمعنى استشعار المودة اثناء الحديث وبناءه على نوايا مجردة خالية من الشوائب ، فيُسِر له النية الحسنة بداخله ثم يخرجها بعد ذلك على لسانه بصورة مودة خلال حديثه ، فحلمُ أبي اثناء مُزاحي هو ذات حلمه اثناء جِدّي ، فالأول يعلم انه مجرد مزاح لا غير والثاني يعلم انه جهلي وعدم إدراكي لقلة الخبرة وفارق العمر ، وهذا جعلني أُعجَب بهذا الباب من علم الشخصيات وفن الاتصال الناجح بين الأشخاص في المجتمع من حولنا ، اما أبي فأنا معجبة به منذو خروجي لهذه الدنيا ، وكل فتاه بأبيها معجبة.
كما وقد قادني النقاش الى فن آخر وهو “فن الحوار” وعندما نقول فن فهذا يعني ان يكون الحوار إيجابي ، فلو لم يكن هكذا لما سُمي حوار اصلاً.
ولعل ما قد يجعل الحوار إيجابي هي موضوعيته ، اي ان يكون اهتمام الأطراف المشتركة في الحوار لُب الموضوع لا الشخصيات .
بالاضافة الى وجود الأحترام المتبادل والتفاهم بعيداً عن التمسُك بالأعتقادات والآراء الشخصية ، فترك مساحة كافية ونقاط مشتركة بين الأطراف هو ما ينقذ النقاش عادةً من الفشل كل لا يتحول الى صراع وجدال.
يقول ديل كارنيجي: “لكي تتعامل وتتحاور مع إنسان خشن ، حاول ان تستخدم معلوماته وافكاره”
فبحثكَ عن النقاط المشتركة بينكم يعني معرفتك لكيفيه التعامل معه.
ولنتساءل جميعنا ونتخيل لو ان مجتمعاتُنا تتقن هذين الفنيين تُرا اَي درجة من النجاح والسلام سنصل إليه؟!
ومن جهة اخرى ماذا لو ان المجتمع يفتقده كلياً، ترا اَي فشل وصراع سنصل إليه ؟!>