لتدوم النعم ….احذروا السيل العرم

كان قوم مملكة سبأ في نعم كثيرة فبلادهم كانت بلدة طيبة لحسن هوائها وبركة أرضها و حصول أسباب الرزق الرغد فيها و لهم بساتين عن يمين و شمال تغدق عليهم من الثمار ما يكفيهم ويسد حاجتهم بل وفتح الله لهم باب المكاسب عن طريق التجارة مع غيرهم من البلاد المجاورة بكل سهولة من الأمن وعدم الخوف وتواصل القرى بينهم وبينها بلا عناء ومشقة بحمل الزاد والمزاد.. فأعرضوا عن الله وعن عبادته وبطروا النعمة وملوها فطلبوا من الله أن يباعد أسفارهم بين تلك القرى فعاقبهم الله بسيل العرم الذي خرب بيوتهم وأتلف مزارعهم وذهبت جناتهم فأصبحوا فقراء فتفرق جمعهم لعدم شكرهم نعم الله والملل منها وطلبهم تغييرها.

وهذا اليوم نراه ينطبق على حال مجتمعنا فنرى كثيراً منا غير راضٍ بما أعطاه الله وقسمه له في أكثر أحواله حتى انتقل ذلك إلى أجيالنا فنراهم كالين مالين يطلبون المزيد من الرفاهية وهم غير راضين بهذه النعم فأصبحنا نرى صور التشكي والسخط من نعم الله التي لا نشعر بقيمتها إلا إذا فقدناها .
إن البحث عن النعمة المفقودة آفة تذهب بالنعمة الموجودة والتي من آثارها الوخيمة الشعور الدائم بالحزن والهم والقلق على المستقبل وذلك من سيئ الأخلاق فالله الذي يقسم الأرزاق بقدر وبحكم يعلمها ونجهلها فعلينا ألاّ ندفعها بظلمنا وجهلنا فيحل علينا سخط الله وعقوبة سيل العرم. فشكر النعمة و الرضا بالموجود وترك السعي خلف المفقود سبيل إلى الاستمتاع .

أ/ زينه محمد عبدالله الشمراني
                جدة

 >

شاهد أيضاً

الكاتبة ” سرَّاء آل رويجح ” في حوار خاص لـ” عسير ” : الجمر أيقونة ألم … والرقص أيقونة نجاح

صحيفة عسير – لقاء خاص : تمتلك الكاتبة سرَّاء عبدالوهاب فايز آل رويجح ، قدرات …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com