أنتشرت في الآونة الأخيرة عبر مقاطع “الفيديو” في برامج التواصل الإجتماعي مقاطع آثارت شريحة كبيرة من المجتمع وسببت أشمئزاز لطبقة كبيرة من المجتمعات الاغنياء العقلاء الفقراء والمساكين والعاطلين وهذي المقاطع لفئة قليلة من الناس لا ادري ماهو الهدف منها يتلاعبون بالنعم ويستحقرونها من اجل الظهور والتباهي ويعتقدون أنه من صميم التجارة والكرم والجود وهذا ليس منهابشي
ومن تلك المقاطع مايظهر لنا بين الفينة والأخرى شاهدنا من يقوم
بتقديم مائدة طعام عليها مالذ وطاب من مأكلٍ ومشرب
واذا كان الضيوف 50 شخصاً اعد مائدة لـ 200 لماذا؟ وأين المصير؟ ونحنُ على ابواب شهر كريم
وربما نقول ان الطعام قد يجد من يأكله وهناك مشروعات حفظ النعمة وتوزيعها على المُحتاجين من اهل الخير .والتي انتشرت في جميع مناطق ومحافظات المملكة مشاريع تطوعية
جزاهم الله خيراً وسدد خطاهم
الى هنا والأمور ماشية ولو ان التبذير منهي عنه
ان المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا .
ولكن ولكن ياسادة ياكرام ياعقلاء الأُمة ورجالاتها ماهو رأيكم فيماظهر أخيراًوتم تداوله عبر الواتسب وهو حراج الأغنام والطيور والإبل
خروف او تيس يقاد برقبته بحبلٍ
على ديباج زل احمر
وترتفعُ الأصوات بل أُسميها انا ابواق من يفتح الباب 20 الف للتيس الواحد
وهكذا حتى يصل الى مبلغ خيالي
والذي ادهش العقلاء والحكماء
انك عندما تأتي لحراج هذه الحيوانات والطيور تشاهد بأم عينك
✔إما خروفاً رابضاً
✔او طيراً جاثماً
✔او جملاً باركاً
وقد امتلأت كرشهُ او حويصلته
بشي من الحب والطعام والماء
اتمنى ان نتسابق لإستنكار هذه التصرفات ومن يقف خلفها
وربما هذا التصرف والفعل طعن في خاصرة الوطن من هؤلاء بقصد او بغيره عندما ينظر الناس من حولنا الى حالتنا وحالتهم
وردة الفعل
وهؤلاءناسين ومتناسين الاوضاع من حولنا يجب محاربة ومقاطعة تلك المشاهد التي يتم تداولها
في وسائل التواصل الإجتماعي ومحاربة مظاهر المجاهرة بالإسراف بما يغضب الله تعالى فديننا يأمرنا أن نبرأ من أفعال هؤلاء السفهاء
يقول احد كبار السن لأولاده :
يا أبنائي قد حدثناكم عن جوع مرّ بنا وإني لأخشى أن تحدثو أبنائكم عن نعمة مرّت بكم وأنتم بها الآن
، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة.
وشاهدنا كذلك من ينثر “الهيل” بالمجلس إكراماً للضيف!! وهذا ليس من الكرم في شي فالكرم هو أن تشبعه من غيراسراف
فوالله إننا في نعمة نسأل الله أن لا يغيّرها علينا وكل صاحب نعمة محسود
قيل ليوسف عليه السلام :
لماذا تصوم وأنت على خزائن الأرض؟ قال أخشى أن اشبع فانسى الجائع. تأملوا في ذلك
وفي عام الرمادة في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أوشك الناس على الهلاك من الجوع فكان عمر وهو يخطب على المنبر وبطنه يقرقر من الجوع فيضع اصبعه على بطنه ويقول قرقر او لاتقرقر والله لاتشبع حتى يشبع أطفال المسلمين .
وفي عام ١٣٢٧ في نجد وماحولها وقع جوع وقحط كاد الموت يفتك بالناس من الجوع حتى أكلوا الجلود
اذاً اين نحنُ الان من تلك الاحداث
والمواعظ
كذلك لوتأمل هؤلاء في الاوضاع من حولنا بعينٍ بصيرة
لأدركوا ان في الامر شي غلط
وليس من الخطأ ان تقع في الخطأ
لكن الاستمرار فيه اخطاء واخطاء
هناك من يحتاج لقمة عيش فقط
ومهجع وشربة ماء باردة
وأمن في المهجع والمآكل والمشرب والملبس
ناهيك عن التعليم والصحة
هناك ومن حولنا تدورُ الدوائر
اطفال ونساء وشيوخ انهكتهم ظروف الحياة لأسباب متنوعة
البطون خاوية والأقدام حافية
والثياب بالية والعيون باكية
والى الله المشتكى
فهل تعلمون ماقيمة لقمة العيش
إن لقمة في بطن جائع خيرٌ من بناء الف جامع
وإن لقمة في بطن جائع خيرٌ ممن قام لله بين ساجد وراكع
هذا وقع لقمة واحدة فكيف بغيرها انتبهوا من المظاهر الخادشة لنعم الله
فنحن في نعم نحمد الله ونشكره
ويجب ان نهتم بتلك النعم ونقدرها بكلمة الشكر دائماً
وبالشكر تدوم النعم .
تابعوا معي قول معروف الرصافي
✅لقيتها ليتني ماكنتُ القاها
تمشي وقد اثقلَ الإملاقُ ممشاها
✅ اثوابها رثة والرجلُ حافية
والدمعُ تذرفُ في الخد عيناها
✅ بكت من الفقر فاحمرت مدامُعها
واصفر كالورس من جوعٍ محياها
—— والقصيدة طويلة
أين نحنُ الآن مما قاله الرصافي
ادام الله علينا الأمن في الأوطان
والصحة في الأبدان .
واللهم بلغنا رمضان ياكريم .
ظافرعايض سعدان
مكة المكرمة
27/ 8/ 1440هـ>