بقلم / د مبروك آل مسفر
كُبري ، جسر ، سمه ما شئت ، إنه المشروع الحُلم ، هذا المشروع الذي ينتظره سُكان مخطط خارف على أحر من الجمر ، و لكن المسؤولين عن تنفيذه أبرد من الثلج ، فهل يعلم الأخوان في أمانة عسير و بلدية بللسمر أن وادي خارف بللسمر قد جرف و إبتلع رجلٌ و أطفاله قبل عدة سنوات عندما أرادوا عبوره إلى أسرتهم في الجانب الآخر ؟ نعم لقد جرفهم و عُثر عليهم على بُعد عدة كيلومترات أمواتاً رحمهم الله ؟
و هل يعلم هؤلاء أنه بالأمس القريب كاد هذا الوادي أن يبتلع أحد سكان المخطط لولا لُطف الله ثُمَّ رجال الدفاع المدني و بعض المتواجدين الذين قاموا بإنقاذه في الوقت المناسب ؟
و هل يعلم المسؤولون أن بعضاً من سكان المخطط يقومون بإستمرار بمراقبة الوادي أثناء السيول لمنع المركبات من العبور خوفاً عليهم من الهلاك ؟
و هل يعلم هؤلاء أن معايش الناس و مصالحهم لا تُقضى إلَّا عبر هذا الوادي ذهاباً و إياباً ، و إذا هطلت الأمطار توقفت تلك المصالح بما فيها الصحية و التعليمية و هذا ما يؤرق سكان المخطط و يؤلمهم ؟
و هل يعلم هؤلاء أن جُلَّ سكان المخطط قد أفنوا زهرة حياتهم في خدمة دينهم و مليكهم و وطنهم ، أفلا يستحقون الخدمات التي تليق بهم و الطرق التي تُحافظ على سلامتهم بعد تقاعدهم و تقدمهم في العمر ؟
ألا يعلم هؤلاء أن معاناة السكان من مخاطر هذا الوادي عند جريانه تزيد عن ثلاثين سنة ، ناهيك عن الطريق الذي لا يقل خطورة عن الوادي ، فهل يُعاقب المواطنون بالإثنين ؟
إذن ، لماذا المماطلة و الممانعة في تنفيذ هذا الجسر ، هل رَخُصت أرواح الناس و راحتهم من أجل توفير بضعة ملايين هي تكاليف إنشاء ذلك الجسر ؟
ماذا ينتظر المسؤولون قبل أن يتحركوا لتنفيذ هذا الجسر ؟ هل ينتظرون مزيداً من الضحايا الأبرياء ؟ و ما هو النِصاب من الضحايا و المعاناة الذي يقيسون عليه لكي يُنفذّ هذا الجسر ؟
و ختاماً ، فإن سُكان مخطط خارف و من هذا المنبر يُناشدون صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير بأن يتدخل ليدفع بهذا المشروع إلى حيز التنفيذ و يُنهي معاناتهم و يُنقذهم بعد الله من أخطار السيول .
تقبل الله مني و منكم الصيام و القيام>